110
{ وأقيموا الصلوة } بطهارة وخشوع وإخلاص مع تأديتها بأجزائها ، وهكذا فى سائر القرآن { وءاتوا الزكوة } صيروها آتية أهلها ، بأن توصلوها إلى مستحقيها ، وعلى أصحاب الزكاة مؤونة حملها والمجىء بها حتى تصل العامل الذى جاء إليها ، أو للفقير إذ لم يكن الإمام ، أو أمرهم بتفريقها ، وذلك هو الأصل . وإن جاءها الفقير أو وكيله وقبضها أجزت ، والمراد بالزكاة الجزء المعلوم من المال ، ويجوز أن يراد جعلوا التزكية آتية منكم إلى أهلها ، وكذلك فى سائر القرآن ، وذلك أمر بالعبادة البدنية والمالية ، لأنها تدفع المكروه ، وزعم الطبرى أنها كفارة ، لميلهم إلى قول اليهود ، راعنا ، وهو مردود { وما تقدموا لأنفسكم من خير } طاعة ، كأمر ونهى ، وتعليم وصلة رحم ، وأداء فرض أو سنة أو نفل { تجدوه عند الله } تعلمون أن الله عالم به ، وأولى من هذا ، تجدونه بوجود ثوابه ، سمى الثواب باسم سببه وملزومه ، أو يقدر ، تجدون ثوابه اللقمة والتمرة كأحد ، أو تجدونه نفسه مجسما ، وأنا أقول ، لا بأس بتجسيم الأعراض ، لأن الله قادر على إنشاء كل شىء من أول ، فهو قادر على تصيير العرض جسما ، كما جاءت الأحاديث والآثار ، بأنه تجيئه صلاته بصورة رجل حسن ، وتجيئه صدقته ظلا ، وهكذا فى الشر ، إلا أنى لا أقول بوزن ما تجسم من الأعراض { إن الله بما تعملون بصير } لا يخفى عنه شىء ، فهو يجازى على مثاقيل الذر من خير وشر .
Sayfa 129