54

ألست بربكم

[الأعراف:172]، وأجابوا بقولهم { بلى } ، ايمانا وايقانا لا تكلفا وتقليدا، أو مجازفة ونفاقا.

ولقد أفصح عن هذا المعنى شيخ الطائفة عبد الله الأنصاري حيث قال: " إلهي تلطفت لأوليائك فعرفوك، ولولا تلطفت لأعدائك لما جحدوك " فهذه حكم النفوس التي لم تكن بينها وبين الحق واسطة في البداية، فلا جرم هم المجذوبون إليه تعالى الواصلون إليه في النهاية، وغيرهم إما سالكون، أو واقفون بالعوائق البدنية، أو مردودون إلى أسفل سافلين بالعقائد المهلكة الشيطانية.

فقد قارن الحق سبحانه بين السالك والمجذوب في العطاء والنصيب، فقال عز من قائل:

الله يجتبي إليه من يشآء ويهدي إليه من ينيب

[الشورى:13]. وقد وقع التنبيه منه (صلى الله عليه وآله) على هذا المعنى فقال في جنازة واحد من أصحابه:

" اهتز عرش الرحمن لموته "

، وقال في حق طائفة اخرى لما ذكر:

" إن الموت ينتقي خيار الناس، الأمثل فالأمثل، حتى لا يبقى إة حثالة كحثالة التمر أو الشعير، لا يبالي الله بهم ".

فأين من يهتز بموته عرش الرحمن ممن لا يبالي الله به أصلا، فكما هو الأمر آخرا فكذا هو الأمر أولا. بل الخاتمة عين الرجوع إلى السابقة، فافهم واغتنم.

Bilinmeyen sayfa