171

ويقال: التقوى أن لا يراك مولاك حيث نهاك.

ويقال: المتقي من سلك طريق المصطفى، ونبذ الدنيا وراء القفا، وكلف نفسه الإخلاص والوفاء، واجتنب الحرام والجفاء.

نكتة:

لو لم يكن للمتقين فضل إلا ما في قوله تعالى: { هدى للمتقين } ، لكفاهم، لأنه تعالى قد بين ان القرآن هدى للناس في قوله:

أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات

[البقرة:185]. ثم قال ها هنا في القرآن: { هدى للمتقين } ، فهذا يدل على أن المتقين هم كل الناس، فمن لا يكون متقيا كأنه ليس بإنسان.

وها هنا سؤالات:

أحدها: إن كون الشيء هدى ودليلا لا يختلف لشيء دون شيء؛ فلماذا جعل القرآن هدى للمتقين؟ وقد سبق تحقيق الجواب.

وثانيها: إن المتقي مهتد؛ والمهتدي لا يهتدي ثانيا. فالقرآن لا يكون هدى للمتقين.

والجواب: إن المتقي مهتد بنفس ذلك الهدى، لا بهدى ثان، كما ان الموجود موجود بنفس الوجود القائم به حين كونه موجودا، وتحصيل الحاصل بنفس ذلك التحصيل غير مستحيل، إنما المستحيل تحصيل الحاصل بتحصيل آخر، وايجاد الموجود بوجود آخر.

Bilinmeyen sayfa