248

Tefsir

تفسير الأعقم

Türler

[الروم: 47] { إنهم لهم المنصورون } { وإن جندنا لهم الغالبون } وصفا للمؤمنين بأنهم جنده وتشريفا لهم { فتول عنهم حتى حين } إلى مدة، قيل: يوم بدر، وقيل: يوم الفتح، وقيل: إلى الموت، وقيل: نسختها آية القتال { وأبصرهم فسوف يبصرون } ، قيل: أنظرهم فسوف يرون العذاب { أفبعذابنا يستعجلون } ، قيل: لما أوعدهم بالعذاب قالوا إنكارا واستهزاءا، ائتنا بما تعدنا، فقال: أفبعذابنا يستعجلون { فإذا نزل بساحتهم } يعني العذاب ينزل بساحتهم، قيل: بدارهم { فساء صباح المنذرين } أي بئس صباح الكافرين حينئذ، ولا صباح أسوأ من صباح حل في عذاب الله، وقيل: هو نزول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خيبر وكانوا خارجين إلى مزارعهم ومعهم السلاح فقالوا: محمد والجيش، فرجعوا إلى حصنهم فقال (عليه السلام):

" الله أكبر خربت خيبر انا إذا أنزلنا بساحة قوم { فساء صباح المنذرين } "

{ وأبصرهم فسوف يبصرون } ما لا يحيط به الذكر من صنوف المسرة وأنواع المساءة، وقيل: أريد بأحدهما عذاب الدنيا، والثاني عذاب الآخرة { سبحان ربك } أي تنزيها له من كل سوء { رب العزة } أراد بالعزة ما يفعله بالأنبياء والمؤمنين من الرفعة والاعزاز، وقيل: المالك للعزة القادر عليها { وسلام على المرسلين } أي السلامة في الدنيا والآخرة والنبأ الجميل { والحمد لله رب العالمين } أي شكرا له على ما أنعم به وأسبغ ودفع من المكاره، وعن علي (عليه السلام): " من أحب أن يكال له بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه إذا قام من مجلسه: { سبحان ربك رب العزة عما يصفون } { وسلام على المرسلين } { والحمد لله رب العالمين } ".

[38 - سورة ص]

[38.1-6]

{ ص } ، قيل: قسم، وقيل: اسم من أسماء الله تعالى عن ابن عباس، وقيل: من أسماء القرآن، وقيل: فاتحة السورة { والقرآن ذي الذكر } ذي الشرف، وقيل: ذي البيان،

" وروي أن صناديد قريش وهم خمسة وعشرون رجلا: الوليد بن المغيرة، وأبو جهل، وأمية بن خلف، والعاص وغيرهم، أتوا أبا طالب حين اشتد عليهم أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: أنت شيخنا وكبيرنا وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء وقد أتينا لتقضي بيننا وبين ابن أخيك، فدعا أبو طالب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: يا ابن أخي هؤلاء قومك يسألونك، فقال: " وماذا يسألوني؟ ". فقال: دعنا وآلهتنا وندعك وإلهك، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب والعجم؟ " فقال أبو جهل: نعطيك ذلك وعشر أمثالها، فقال: قولوا: " لا إله إلا الله "

، فقال تعالى وقالوا: أجعل الآلهة إلها واحدا؟ كيف يسع الخلق كلهم إلها واحدا؟ فنزلت هذه الآيات { بل الذين كفروا في عزة وشقاق } أي تكبر عن الحق ومخالفه { كم أهلكنا من قبلهم من قرن } يعني قبل هؤلاء الكفار جماعة بعد جماعة { فنادوا } يعني حين أصابهم العذاب نادوا نداء مستغيث بالايمان { ولات حين مناص } أي ليس حين مهرب، وقيل: ليس منجى، والمناص: المنجى { وعجبوا أن جاءهم منذر منهم } يعنوا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يعني عصوا بأن جاءهم منذر منهم { وقال الكافرون هذا ساحر كذاب } { اجعل الآلهة إلها واحدا } أي جعل العالم إلها واحدا { إن هذا لشيء عجاب } أي متناهي في الأعجوبة { وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم } نزلت الآية في الذين اجتمعوا عند أبي طالب قيل: امشوا ولا تقيموا على سماع القرآن { واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد } أي يريده الله ويحكم بإمضائه، أو أن دينكم لشيء يراد أي يطلب ليؤخذ منكم وتغلبوا عليه.

[38.7-19]

{ ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة } في ملة عيسى التي هي آخر الملل { إن هذا إلا اختلاق } افتعال وكذب { أءنزل عليه الذكر من بيننا } يعني القرآن { بل هم في شك من ذكري } فيما أنزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { بل لما يذوقوا عذاب } ولو ذاقوه لما قالوا هذا القول { أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب } كثير الهبات والعطايا { أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما } حتى يتكلموا في الأمور الربانية والتدابير الإلهية التي يختص بها رب العزة { فليرتقوا في الأسباب } تهكم بهم يعني إذا لهم ذلك فليصعدوا في المعارج والطرق التي يتوصل بها الى العرش حتى يستووا عليه ويدبروا أمر العالم { جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب } يعني ما هم إلا جند من الكفار المتحربين على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { كذبت قبلهم } أي قبل هؤلاء الكفار { قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد } كذبوا موسى وهارون، وسمي الأوتاد، قيل: كان يشج المعذب من أربع سوار كل طرف من أطرافه إلى سارية مضروب فيه، وتد من حديد ويتركه حتى يموت، وقيل: كان يمده بين أربعة أوتاد في الأرض ويرسل عليه العقارب والحيات، وقيل: كان له أوتاد وحبال يلعب بها بين يديه، وقال جار الله: أصله من ثبات الثبت المطنب بأوتاد الثبات العزة والملك والاستقامة كما يقال في ظل ملك ثابت الأوتاد { وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة } وهم قوم شعيب، وقد تقدم الكلام فيهم { أولئك الأحزاب } أي هم القوم الذين وجد منهم التكذيب { إن كل إلا كذب الرسل } أي ما منهم أحد إلا كذب { فحق عقاب } أي وجب عليهم { وما ينظر هؤلاء إلا صيحة } ، قيل: النفخة الأولى في الصور في حديث مرفوع، وقيل: صيحة عذاب { مالها من فواق } أي من إقامة بالرجوع إلى الدنيا { وقالوا ربنا عجل لنا قطنا } أي نصيبنا من العذاب الذي وعدته كقوله:

Bilinmeyen sayfa