237

Tefsir

تفسير الأعقم

Türler

فله عشر أمثالها

[الأنعام: 160] { بما عملوا وهم في الغرفات آمنون } قيل: القصور آمنون من زوالها ومن كل ما يخاف { والذين يسعون في آياتنا معاجزين } أي حججنا، قيل: يسعون في منع الناس عن الايمان معاجزين، قرأ ابن كثير وأبو عمرو معجزين بغير ألف وتشديد الجيم، وقرأ الباقون بالألف، قيل: معاجزين للأنبياء والمؤمنين { أولئك في العذاب محضرون } أي يحضرون العذاب، وقيل: أراد الاتباع والمتبوعين.

[34.39-45]

{ قل } يا محمد { إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر } يضيق بحسب المصلحة { وما أنفقتم من شيء } أي أخرجتم من أموالكم في وجه البر { فهو يخلفه } أي يعطي في الدنيا والآخرة أما في الدنيا زيادة النعم وفي الآخرة ثواب الجنة، واختلفوا فمنهم من قال: هو في النفقة وأعمال البر والمباحات وما كان من غير إسراف، ومنهم من حمله على أعمال البر وهو اختيار أبي علي { وهو خير الرازقين } لأنه يعطي بمنافع عباده { وهو خير الرازقين } وأعلاهم رب العزة لأن كل ما رزق غيره من سلطان يرزق جنده، أو السيد يرزق عبيده، أو رجل يرزق عياله، فهو من رزق الله خالق الرزق وخالق الأسباب { ويوم نحشرهم جميعا } الكفار الذين تقدم ذكرهم { ثم يقول للملائكة أهؤلاء } الكفار { إياكم كانوا يعبدون } في الدنيا وهو سؤال توبيخ { قالوا } يعني الملائكة { سبحانك } أي تنزيها لك عن الشرك { أنت ولينا من دونهم } لأن كلنا عبيد لك، فبينوا إثبات موالاة الله ومعادات الكفار { بل كانوا يعبدون الجن } يريدون الشياطين حيث أطاعوهم في عبادة غير الله، وقيل: صورت لهم الشياطين صورة قوم من الجن وقالوا: هذه صور الملائكة فاعبدوها { أكثرهم بهم مؤمنون } يعني أكثر الغواة يطيعون الشياطين في معصيته { فاليوم لا يملك بعضكم لبعض } أي يجازيهم الله فلا يملك أحد منهم لصاحبه { نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار الذي كنتم بها تكذبون } { وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات } على هؤلاء الكفار بسائر الحجج، وقيل: القرآن الذي جاء به { قالوا ما هذا } أي محمد { إلا رجل يريد أن يصدكم } يمنعكم { عما كان يعبد آباؤكم } ولذلك فزعوا إلى تقليد الآباء { وقالوا ما هذا } يعني القرآن الذي جاء به { إلا إفك مفترى } قيل: الإفك الكذب، والمفترى الذي افتراه غيره { وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين } { وما آتيناهم من كتب } ولا حجة في صحة ما رموك به أو ما آتيناهم من كتب { يدرسونها } فيها برهان على صحة الشرك { وما أرسلنا إليهم قبلك } يا محمد { من نذير } يعني ما آتاهم رسول بصحة ما ادعوه من الشرك فهم لا يرجعون في ذلك إلا إلى الجهل وتقليد الآباء { وما بلغوا معشار ما آتيناهم } أي لم يبلغ الكفرة الذين بعث اليهم محمد عشر ما أوتي الأمم من القوة قبلهم { فكذبوا رسلي فكيف كان نكير } نكيري عليهم بالهلاك نحو عاد وثمود.

[34.46-54]

{ قل إنما أعظكم بواحدة } آمركم وأوصيكم، يعني إنما أعظكم بواحدة إن فعلتموها أصبتم الحق وتخلصتم وهو { أن تقوموا لله } لوجه الله خالصا متفرقين { مثنى وفرادى } اثنين اثنين أو واحدا واحدا { ثم تتفكروا } في أمر محمد وما جاء به، وقيل: آمركم وأوصيكم بواحدة مقرونا بالزجر والوعيد والوعد وهي كلمة التوحيد، وقيل: فسر الواحدة بما بعده فقال: { أن تقوموا لله } أي بطاعته وطلب مرضاته مسترشدين مناصحين لأنفسهم { مثنى } أي اثنين اثنين مناظرين واحد واحد متفكرين في أحوال النبي وأقواله وأفعاله وما ظهر عليه من المعجزات { ما بصاحبكم من جنة } قيل: تعلموا حينئذ أنه ليس بمجنون { إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد } قيل: عذاب الآخرة { قل ما سألتكم من أجر } يعني على أداء الرسالة وبيان الشريعة { فهو لكم إن أجري } ثوابي { إلا على الله وهو على كل شيء شهيد } أي شاهد بيني وبينكم { قل إن ربي يقذف بالحق } يلقيه وينزله ويرمي به الباطل فيدمغه ويزهقه { علام الغيوب } مبالغة في كونه عالم لذاته ومعلوماته { قل } يا محمد { جاء الحق } وهو القرآن والإسلام { وما يبدئ الباطل وما يعيد } يعني ذهب الباطل فلم يبق له مع الحق بيان ولا ظهور لزوال شبههم، وقيل: الباطل كل معبود دون الله، يعني لا يخلق شيئا ابتداء ولا يعيد، وعن الحسن وابن مسعود قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة وداخل البيت ثلاثمائة وستون صنما فجعل يطعنها بعود معه ويقول:

" جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا { جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد } "

{ قل } يا محمد، إذا نسبوك إلى الضلال وترك دين الآباء { إن ضللت فإنما أضل على نفسي } أي آخذ بذلك { وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي } فله المنة دون الخلق { إنه سميع } لأقوالنا { قريب } منا لا يخفى عليه شيء { ولو ترى إذ فزعوا } قيل: هو وقت البعث وقيام الساعة، وقيل: وقت الموت يوم بدر، وعن ابن عباس: نزلت في خسف البيداء، وذلك أتت ثمانون ألفا يغزون الكعبة ليخربوها، فإذا دخلوا البيداء خسف بهم { فلا فوت } فلا يفوتون الله ولا يسبقونه { وأخذوا من مكان قريب } من الموقف إلى النار إذا بعثوا أو من تحت أقدامهم إذا خسف بهم وقيل: من مكان قريب من بطن الأرض يحشرون على وجهها { وقالوا آمنا به } قيل: بالله، وقيل: بالرسول، وقيل: بالقرآن، وذلك حين لا ينفعهم لأنهم عاينوا العذاب فقالوا: آمنا به، وقيل: هو يوم القيامة، وقيل: عند الموت، وقيل: عند الخسف { وأنى لهم التناوش } أي تناول النبوة { من مكان بعيد } أي في الآخرة وهم غير مكلفين، يعني كيف ينفعهم إيمانهم في هذا الوقت، وقيل: كيف لهم أن يتناولوا ما كان قريبا منهم { وقد كفروا به من قبل } في الدنيا ولم يرد بعد المكان وإنما أراد بعد انتفاعهم به وبعدهم من الصواب وقد كفروا بالله وبالرسول وبالقرآن من قبل في الدنيا { ويقذفون بالغيب من مكان بعيد } وهو قولهم في رسول الله شاعر ساحر كذاب، وقيل: هو قولهم لا جنة ولا نار، وقذف الغيب من مكان بعيد عبارة عن الكلام الذي يقوله الجاهل: { وحيل بينهم وبين ما يشتهون } أي منعوا من مشاهيهم، وقيل: الموت الذي حل بهم كما حل بأمثالهم، وقيل: حيل بينهم وبين نعيم الجنة عن أبي علي، وقيل: مشاهيهم التوبة والإيمان والرد إلى الدنيا { كما فعل بأشياعهم من قبل } أهل دينهم موافقيهم من الأمم الماضية { إنهم كانوا في شك مريب } أي لم يكونوا في دينهم على شيء بل كانوا شاكين.

[35 - سورة فاطر]

[35.1-2]

Bilinmeyen sayfa