189

Tefsir

تفسير الأعقم

Türler

[22.52-57]

{ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى } ، قال جار الله: دليل بين على تغاير الرسول والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه سئل عن الأنبياء فقال:

" مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا "

وسئل كم الرسل منهم فقال:

" ثلاثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا "

والفرق بينهما أن الرسول من الأنبياء من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه، والنبي غير الرسول من لم ينزل عليه الكتاب وإنما أمر أن يدعو الناس إلى شريعة من قبله، قال جار الله: والسبب في نزول هذه الآية أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أعرض عنه قومه وخالفوه وشاقوه ولم يشايعوه على ما جاء به تمنى لفرط ضجره عن إعراضهم وتحريضه على إسلامهم أن لا ينزل عليهم ما ينفرهم حتى نزلت عليه سورة النجم وهو في نادي قومه وذلك التمني في نفسه، فأخذ يقرأها فلما وصل

ومناة الثالثة الأخرى

[النجم: 20] { ألقى الشيطان في أمنيته } التي تمناها أي وسوس إليه فسبق لسانه على سبيل السهو والغفلة إلى أن قال: تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتهم لترتجى، ولم يفطن له حتى أدركته العصمة فثبته عليه، وقيل: ثبته عليه جبريل، وقيل: تكلم الشيطان بذلك فاستمعه الناس، فلما سجد في آخر السورة سجد معه جميع من في النادي وطابت نفوسهم، وكان من الشيطان محنة من الله وابتلاء زاد المنافقين به شكا وظلمة والمؤمنين نورا وإيقانا، قال جار الله أيضا: والمعنى أن الرسل والأنبياء من قبلك كانت هجيراهم كذلك، إذا تمنوا مثل ما تمنيت مكن الله الشيطان ليلقى في أمانيهم مثل ما ألقى الله في أمنيتك إرادة امتحان من حولهم، والله سبحانه له أن يمتحن عباده بما شاء من صنوف المحن وأنواع الفتن ليضاعف ثواب الثابتين ويزيد في عقاب المذبذبين، وقيل: تمنى قرأ وأنشد:

تمنى كتاب الله أول ليلة

تمنى داوود الزبور على رسل

Bilinmeyen sayfa