Tefsir el-Nesefi
تفسير النسفي
Araştırmacı
يوسف علي بديوي
Yayıncı
دار الكلم الطيب
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Yayın Yeri
بيروت
كله سئ أشده وأفظعه ﴿يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ﴾ بيان لقوله يسومونكم ولذا ترك العاطف ﴿وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ﴾ يتركون بناتكم أحياء للخدمة وإنما فعلوا بهم ذلك لأن الكهنة أنذروا فرعون بأنه يولد مولود يزول ملكه بسببه كما أنذروا نمرود فلم يغن عنهما اجتهادهما في التحفظ وكان ما شاء الله ﴿وَفِي ذلكم بَلاءٌ﴾ محنة إن أشير بذلكم إلى صنع فرعون ونعمة إن أشير به إلى الانجاء ﴿من ربكم﴾ صفة لبلاء ﴿عظِيمٌ﴾ صفة ثانية
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (٥٠) ﴿وَإِذْ فَرَقْنَا﴾ فصلنا بين بعضه وبعض حتى صارت فيه مسالك لكم وقرئ فرّقنا أي فصلنا يقال فرق بين الشيئين وفَرَّقَ بين الأشياء لأن المسالك كانت اثني عشر على عدد الأسباط ﴿بِكُمُ البحر﴾ كانوا يسلكونه ويتفرق الماء عند سلوكهم فكأنما فرق بهم أو فرقناه بسببكم أو فرقناه ملتبسًا بكم فيكون في موضع الحال رُوي أن بني إسرائيل قالوا لموسى ﵇ أين أصحبانا فنحن لا نرضى حتى نراهم فأوحى الله إليه أن قل بعصاك هكذا فقال بها على الحيطان فصارت فيها كوى فتراءوا وتسامعوا كلامهم ﴿فأنجيناكم وَأَغْرَقْنَا آل فِرْعَونَ وَأَنتُم تَنظُرونَ﴾ إلى ذلك وتشاهدونه ولا تشكون فيه
وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (٥١) وإنما قال ﴿وَإِذْ واعدنا موسى﴾ لأن الله تعالى وعده بالوحي ووعده هو المجئ للميقات إلى الطور وعدنا حيث كان بصري لما دخل بنو إسرائيل مصر بعد هلاك فرعون ولم يكن لهم كتاب ينتهون إليه وعد الله تعالى موسى أن ينزل عليه التوراة وضرب له ميقاتًا ذا القعدة وعشر ذي الحجة وقال ﴿أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾ لأن الشهور غررها بالليالى وأربعين مفعول ثان لو اعدنا
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (٥٠) ﴿وَإِذْ فَرَقْنَا﴾ فصلنا بين بعضه وبعض حتى صارت فيه مسالك لكم وقرئ فرّقنا أي فصلنا يقال فرق بين الشيئين وفَرَّقَ بين الأشياء لأن المسالك كانت اثني عشر على عدد الأسباط ﴿بِكُمُ البحر﴾ كانوا يسلكونه ويتفرق الماء عند سلوكهم فكأنما فرق بهم أو فرقناه بسببكم أو فرقناه ملتبسًا بكم فيكون في موضع الحال رُوي أن بني إسرائيل قالوا لموسى ﵇ أين أصحبانا فنحن لا نرضى حتى نراهم فأوحى الله إليه أن قل بعصاك هكذا فقال بها على الحيطان فصارت فيها كوى فتراءوا وتسامعوا كلامهم ﴿فأنجيناكم وَأَغْرَقْنَا آل فِرْعَونَ وَأَنتُم تَنظُرونَ﴾ إلى ذلك وتشاهدونه ولا تشكون فيه
وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (٥١) وإنما قال ﴿وَإِذْ واعدنا موسى﴾ لأن الله تعالى وعده بالوحي ووعده هو المجئ للميقات إلى الطور وعدنا حيث كان بصري لما دخل بنو إسرائيل مصر بعد هلاك فرعون ولم يكن لهم كتاب ينتهون إليه وعد الله تعالى موسى أن ينزل عليه التوراة وضرب له ميقاتًا ذا القعدة وعشر ذي الحجة وقال ﴿أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾ لأن الشهور غررها بالليالى وأربعين مفعول ثان لو اعدنا
1 / 88