Tefsir el-Nesefi
تفسير النسفي
Araştırmacı
يوسف علي بديوي
Yayıncı
دار الكلم الطيب
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Yayın Yeri
بيروت
مما كان ومما يكون ﴿وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ﴾ تظهرون ﴿وما كنتم تكتمون﴾ تسرون
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٣٤) ﴿وإذ قُلْنَا للملائكة اسجدوا لآِدَمَ﴾ أي اخضعوا له وأقروا بالفضل له عن أبي بن كعب وعن ابن عباس رضى الله عنهما كان ذلك انحناء ولم يكن خرورًا على الذقن والجمهور على أن المأمور به وضع الوجه على الأرض وكان السجود تحية لآدم ﵇ في الصحيح إذ لو كان لله تعالى لما امتنع عنه إبليس وكان سجود التحية جائزًا فيما مضى ثم نسخ بقوله ﵇ لسلمان حين أراد أن يسجد له لا ينبغي لمخلوق أن يسجد لأحد إلا لله تعالى ﴿فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ﴾ الاستثناء متصل لأنه كان من الملائكة كذا قاله على وابن عباس وابن البقرة (٣٤ - ٣٦) مسعود رضى الله عنهم ولأن الأصل أن الاستثناء يكون من جنس المستثنى منه ولهذا قال مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تسجد إذ أمرتك وقوله كان من الجن معناه صار من الجن كقوله فَكَانَ مِنَ المغرقين وقيل الاستثناء منقطع لأنه لم يكن من الملائكة بل كان من الجن بالنص وهو قول الحسن وقتادة ولأنه خلق من نار والملائكة خلقوا من النور ولأنه أبى وعصى واستكبر والملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ولا يستكبرون عن عبادته ولأنه قال أَفَتَتَّخِذُونَهُ وذريته أولياء من دونى ولا نسل للملائكة وعن الجاحظ أن الجن والملائكة جنس واحد فمن طهر منهم فهو ملك ومن خبث فهو شيطان ومن كان بين بين فهو جن ﴿أبى﴾ امتنع مما أمر به ﴿واستكبر﴾ تكبر عنه ﴿وَكَانَ مِنَ الكافرين﴾ وصار من الكافرين بإبائه واستكباره ورده الأمر لا بترك العمل بالأمر لأن ترك السجود لا يخرج من الإيمان ولا يكون كفرًا عند أهل السنة خلافًا للمعتزلة والخوارج أو كان من الكافرين في علم الله أي وكان في علم الله أنه يكفر بعد إيمانه لا أنه كان
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٣٤) ﴿وإذ قُلْنَا للملائكة اسجدوا لآِدَمَ﴾ أي اخضعوا له وأقروا بالفضل له عن أبي بن كعب وعن ابن عباس رضى الله عنهما كان ذلك انحناء ولم يكن خرورًا على الذقن والجمهور على أن المأمور به وضع الوجه على الأرض وكان السجود تحية لآدم ﵇ في الصحيح إذ لو كان لله تعالى لما امتنع عنه إبليس وكان سجود التحية جائزًا فيما مضى ثم نسخ بقوله ﵇ لسلمان حين أراد أن يسجد له لا ينبغي لمخلوق أن يسجد لأحد إلا لله تعالى ﴿فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ﴾ الاستثناء متصل لأنه كان من الملائكة كذا قاله على وابن عباس وابن البقرة (٣٤ - ٣٦) مسعود رضى الله عنهم ولأن الأصل أن الاستثناء يكون من جنس المستثنى منه ولهذا قال مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تسجد إذ أمرتك وقوله كان من الجن معناه صار من الجن كقوله فَكَانَ مِنَ المغرقين وقيل الاستثناء منقطع لأنه لم يكن من الملائكة بل كان من الجن بالنص وهو قول الحسن وقتادة ولأنه خلق من نار والملائكة خلقوا من النور ولأنه أبى وعصى واستكبر والملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ولا يستكبرون عن عبادته ولأنه قال أَفَتَتَّخِذُونَهُ وذريته أولياء من دونى ولا نسل للملائكة وعن الجاحظ أن الجن والملائكة جنس واحد فمن طهر منهم فهو ملك ومن خبث فهو شيطان ومن كان بين بين فهو جن ﴿أبى﴾ امتنع مما أمر به ﴿واستكبر﴾ تكبر عنه ﴿وَكَانَ مِنَ الكافرين﴾ وصار من الكافرين بإبائه واستكباره ورده الأمر لا بترك العمل بالأمر لأن ترك السجود لا يخرج من الإيمان ولا يكون كفرًا عند أهل السنة خلافًا للمعتزلة والخوارج أو كان من الكافرين في علم الله أي وكان في علم الله أنه يكفر بعد إيمانه لا أنه كان
1 / 80