Tefsir el-Nesefi
تفسير النسفي
Araştırmacı
يوسف علي بديوي
Yayıncı
دار الكلم الطيب
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Yayın Yeri
بيروت
طوال وأوساط وقصار أو لرفعة شأنها وجلالة محلها في الدين وإن كانت منقلبة عن همزة فلأنها قطعة وطائفة من القرآن كالسؤرة التي هي البقية من الشئ وأما الفائدة في تفصيل القرآن وتقطيعه سورًا فهي كثيرة ولذا أنزل الله تعالى التوراة والإنجيل والزبور وسائر ما أوحاه إلى أنبيائه مسورة مترجمة السور وبوب المصنفون في كل فن كتبهم أبوابًا موشحة الصدور بالتراجم منها أن الجنس إذا انطوت تحته أنواع واشتمل على أصناف كان أحسن من أن يكون بيانًا واحدًا ومنها أن القارئ إذا ختم سورة أو بابًا من الكتاب ثم أخذ في آخر كان أنشط له وأبعث على الدرس والتحصيل منه ولو استمر الكتاب بطوله ومن ثم جزّأ القراء القرآن أسباعًا وأجزاء وعشورًا وأخماسًا ومنها أن الحافظ إذا حذق السورة اعتقد أنه أخذ من كتاب الله طائفة مستقلة بنفسها لها فاتحة وخاتمة فيعظم عند ما حفظه ويجل في نفسه ومنه حديث أنس رضى الله عنه كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جل فينا ومن ثم كانت القراءة في الصلاة بسورة تامة أفضل ﴿مِّن مِّثْلِهِ﴾ متعلق بسورة صفة لها والضمير لما نزلنا أي بسورة كائنة من مثله يعني فأتوا بسورة مما هو على صفته في البيان الغريب وعلو الطبقة في حسن النظم أو لعبدنا أي فأتوا ممن هو على حاله من كونه أميًا لم يقرأ الكتب ولم يأخذ من العلماء ولا قصد إلى مثل ونظير هنالك ورد الضمير إلى المنزل أولى لقوله تعالى ﴿فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مثله﴾ ﴿فأتوا بعشر سور مثله﴾ ﴿على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله﴾ ولأن الكلام مع رد الضمير إلى المنزل أحسن ترتيبًا وذلك أن الحديث في المنزل لا في المنزل عليه وهو مسوق إليه فإن المعنى وإن ارتبتم في أن القرآن منزل من عند الله فهاتوا أنتم نبذًا مما يماثله وقضية الترتيب لو كان الضمير مردودا إلى رسول الله ﷺ أن يقال وإن ارتبتم في أن محمدًا منزل عليه
1 / 65