136

Tefsir el-Nesefi

تفسير النسفي

Araştırmacı

يوسف علي بديوي

Yayıncı

دار الكلم الطيب

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Yayın Yeri

بيروت

وقيل هذا في حال حياة الموصي أي فمن حضر وصيته فرآه على خلاف الشرع فنهاه عن ذلك وحمله على الصلاح فلا إثم على هذا الموصي بما قال أولًا ﴿إِنَّ الله غفور رحيم﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣) ﴿يا أيها الذين آمنوا كُتِبَ﴾ أي فرض ﴿عَلَيْكُمُ الصيام﴾ هو مصدر صام والمراد صيام شهر رمضان ﴿كَمَا كُتِبَ﴾ أي كتابة مثل ما كتب فهو صفة مصدر محذوف ﴿عَلَى الذين مِن قَبْلِكُمْ﴾ على الأنبياء والأمم من لدن آدم ﵇ إلى عهدكم فهو عبادة قديمة والتشبيه باعتبار أن كل أحد له صوم أيام أي أنتم متعبدون بالصيام في أيام كما تعبد من كان قبلكم ﴿لعلكم تتقون﴾ الماصى بالصيام لأن الصيام أظلف لنفسه وأردع لها من مواقعة السواء أو لعلكم تنتظمون في زمرة المتقين إذ الصوم شعارهم
أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٨٤) وانتصاب ﴿أَيَّامًا﴾ بالصيام أي كتب عليكم أن تصوموا اباما ﴿معدودات﴾ موقتات بعدد معلوم أي قلائل وأصله أن المال القليل يقدر بالعدد لا الكثير ﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا﴾ يخاف من الصوم زيادة المرض ﴿أَوْ على سَفَرٍ﴾ أو راكب سفر ﴿فَعِدَّةٌ﴾ فعليه عدة أي فأفطر فعليه صيام عدد أيام فطره والعدة بمعنى المعدود أي أمر أن يصوم أيامًا معدودة مكانها ﴿مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ سوى أيام مرضه وسفره وأخر لا ينصرف للوصف والعدل عن الألف واللام لأن لأصل في فعلى صفة أن تستعمل في الجمع بالألف واللام كالكبرى والكبر والصغرى الصغر ﴿وَعَلَى الذين يُطِيقُونَهُ﴾ وعلى المطيقين للصيام الذين لاعذرلهم إن أفطروا ﴿فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾ نصف صاع من بر أو صاع من غيره فطعام بدل من فدية طعام مساكين مدني وابن ذكوان وكان ذلك في بدء الإسلام فرض عليهم الصوم

1 / 158