123

Tefsir el-Nesefi

تفسير النسفي

Araştırmacı

يوسف علي بديوي

Yayıncı

دار الكلم الطيب

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Yayın Yeri

بيروت

راجعون ومن ابتداء بالذين وجعل الخبر أولئك يقف على الصابرين لا على راجعون والأول الوجه لأن الذين وما بعده بيان للصابرين ﴿إِذَا أصابتهم مُّصِيبَةٌ﴾ مكروه اسم فاعل من أصابته شدة أي لحقته ولا وقف على مصيبة لأن ﴿قَالُواْ﴾ جواب إذا وإذا وجوابها صلة الذين ﴿إِنَّا لِلَّهِ﴾ إقرار له بالملك ﴿وَإِنَّا إِلَيْهِ راجعون﴾ إقرار على نفوسنا بالهلك ﴿أولئك عَلَيْهِمْ صلوات مّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾ الصلاة الحنو والتعطف فوضعت موضع الرأفة وجمع بينها وبين الرحمة كقوله رأفة ورحمة رءوف رحيم والمعنى عليهم رأفة بعد رأفة ورحمة بعد رحمة
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧) ﴿وأولئك هُمُ المهتدون﴾ لطريق الصواب حيث استرجعوا وأذعنوا لأمر الله قال عمر رضى الله عنه نعم العدلان ونعم العلاوة أي الصلاة والرحمة والاهتداء
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (١٥٨) ﴿إِنَّ الصفا والمروة﴾ هما علمان للجبلين ﴿مِن شعائر الله﴾ من البقرة (١٥٨ - ١٦٢) أعلام مناسكه متعبداته جمع شعيرة وهي العلامة ﴿فَمَنْ حَجَّ البيت﴾ قصد الكعبة ﴿أَوِ اعتمر﴾ زار الكعبة فالحج القصد والاعتمار الزيارة ثم غلبا على قصد البيت زيارته للنسكين المعروفين وهما في المعاني كالنجم والبيت في الأعيان ﴿فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ﴾ فلا إثم عليه ﴿أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا﴾ أي يتطوف فأدغم التاء في الطاء وأصل الطوف المشي حول الشئ والمراد هنا السعي بينهما قيل كان على الصفا أساف وعلى المروة نائلة هما ضمان يروى أنهما كانا رجلًا وامرأة زنيا في الكعبة فمسخا حجرين فوضعا عليهما ليعتبر بهما فلما طالت المدة عبدا من دون الله وكان أهل الجاهلية إذا سعو امسحوا هما فلما جاء الإسلام وكسرت الأوثان كره المسلمون الطواف بينهما لأجل فعل الجاهلية فرفع عنهم الجناح بقوله فلا جناح وهو دليل على أنه

1 / 145