Sülemi Tefsiri
تفسير السلمي
Soruşturmacı
سيد عمران
Yayıncı
دار الكتب العلمية
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
1421هـ - 2001م
Yayın Yeri
لبنان/ بيروت
فقال له : ألق كلما يعتمد عليه قلبك ، أو تسكن إليه نفسك ، وإن الكل مجال العلل | | فإن كل ما تسكن إليه ستهرب منه عن قلبك ألا تراه قال : فأوجس في نفسه خيفة .
قال الحسين : عدد موسى منافع العصا على ربه وسكونه إليها وانتفاعه بها فقال : |
﴿ألقها يا موسى﴾
أي : ألق من نفسك السكون إلى منافعها ، ومن قلبه حبه ليزول عنه | بالفرار منه ، خذها ولا تخف وراجع إلينا . وقيل : إن الحكمة في انقلاب العصا حية في | وقت الكلام أنه جعلها آيته ومعجزته ولو ألقاها بين يدي فرعون ، ولم يشاهد منه قبل | ذلك ما شهد لهرب منه كما هرب فرعون حين بدهته رؤيته .
سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت جعفر بن نصير يقول سمعت الجنيد | يقول : في قوله :
﴿وما تلك بيمينك يا موسى﴾
قال : انفرد الحق بعلم الغيوب ، فالخلق | من الأشياء ظواهرها ، وله الحقائق منها ، وكان عند موسى أنها عصا فقط فذكر كل ما | يعلم من علمها فأراه الله فيها ما تفرد به وجعلها حية ، والحكمة فيه أنه لو لم يره فيها | من الآيات لراعه في وقت الإنقلاب فأراه ذلك ليلا يفزع ولا يجزع فلما رآها حية تهتز | كأنها جان ولى مدبرا أي . ولى ظهره إليه وأقبل على ربه ، ولم يعقب فقيل : له أقبل | عليها ولا تخف أن يقطعك النظر إليها عني .
قوله تعالى : ^ ( قال هي عصاي أتوكؤ عليها ) ^ [ الآية : 18 ] .
قال فارس : ذكر كلما فيها من وجوه المنافع ليلا تكون له معاودة إلى ذلك فيستلذ | بخطاب سيده وعتابه .
قال أبو بكر الوراق : قوله :
﴿عصاي﴾
جواب والذي بعده ذكر ما أنعم الله عليه | بالعصا من المافع فكان بعد قوله :
﴿عصاي﴾
لسان الشكر .
قال ابن عطاء : في قوله :
﴿عصاي﴾
إضافة بالملك إلى نفسه ولم يكن له بواجب | في الحقيقة أن يرى لنفسه ملكا وهو بين يدي الحق فلما أضافها إلى نفسه قال : ألقها | فألقاها فإذا هي حية تسعى . قال خذها : أي خذ عصاك ولا تهرب مما ادعيت الملك فيه | لنفسك فخاف ، وتبرأ من إضافتها ملكا إلى نفسه فتعطف الحق عليه فقال :
﴿خذها ولا تخف﴾
فإنها لن تضرك .
قوله تعالى :
﴿ولي فيها مآرب أخرى﴾
[ الآية : 18 ] .
قال ابن عطاء : سرائر مغيبة عني في العصا . غطيتها على تبدوا لي ذلك فإن تكشفه | لي من الآيات والكرامات . |
Sayfa 439