129

Tefsir

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

Türler

Tefsir

[138]

قوله تعالى : { صبغة الله } ؛ أي دين الله وفطرته ؛ لأن دين الإسلام يؤثر في المتدين من الطهور والصلاة والوقار وسائر شعائر الإسلام كالصبغ الذي يكون في الثوب. ولا شيء في الأديان أحسن من دين الإسلام ، قال الله تعالى : { ومن أحسن من الله صبغة } ؛ وقيل : أراد بالصبغة الختان. وروي أن صنفا من النصارى كانوا إذا ولد لهم ولد وأتى عليه سبعة أيام صبغوه ؛ أي غمسوه في ماء لهم يقال له : المعمودي ليطهروه بذلك ، وقالوا : هذا طهوره ومكان الختان. فقيل : لهم : { صبغة الله } أي التطهر الذي أمر الله به أبلغ في النظافة.

وأول من اختتن إبراهيم عليه السلام بالقدوم ؛ وهي موضع ممره بالشام ؛ وكان يومئذ ابن مائة وعشرين سنة ، ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة.

ونصب (صبغة) على الإغراء ؛ أي الزموا صبغة الله ، أو اتبعوا. وقال الأخفش : (هو بدل من قوله تعالى : { بل ملة إبراهيم }[البقرة : 135]. وقال ابن كيسان : { صبغة الله } أي وجهة الله ؛ بمعنى القبلة). وقال الزجاج : (معناه : خلقة الله ، من صبغت الثوب إذا غيرت لونه وخلقته ، فيكون المعنى أن الله تعالى ابتدأ الخلقة على الإسلام). دليله قول مقاتل في هذه الآية : { فطرت الله }[الروم : 30] أي دين الله. ويوضحه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " [كل مولود يولد على الفطرة ، إلا أن أبواه يهودانه ويمجسانه وينصرانه ، كما تنتجون البهيمة ، فهل تجدون من جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها؟] قالوا : يا رسول الله أرأيت من يموت وهو صغير ؟ قال : [الله أعلم بما كانوا عاملين] " وقال أبو عبيدة : (معناه : سنة الله). قوله تعالى : { ونحن له عابدون } ؛ أي مطيعون.

Sayfa 129