إذا قامر تورانس بكل أمواله، فسيصبح مفلسا.
المقدمة المنطقية الثانية:
تورانس مفلس.
الاستنتاج:
إذن، قامر تورانس بكل أمواله.
كما هو الحال في غير ذلك من الحجج غير الصالحة، فمن الواضح أن الاستنتاج لا يستمد من المقدمات؛ ذلك أنه توجد عدة طرق تفسر إفلاس تورانس من دون المقامرة بكل أمواله. ومعنى هذا أنه يوجد العديد من الأمثلة المضادة المحتملة، التي تتسم بخطأ الاستنتاج بالرغم من صحة المقدمات.
وتسمى المغالطات التي تنبع من العيوب البنيوية، كالثلاثة التي قرأتها للتو، ب «المغالطات الصورية». إذا تذكرت الفرق بين المنطق الصوري وغير الصوري، فربما تعرف أن «المغالطات غير الصورية» هي المشكلات التي تنتج عن مضمون الحجة لا بنيتها. فالادعاء مثلا بأن كل البيزنطيين مجرمون لأن جيثرو البيزنطي قد اعتقل للتو بتهمة السطو المسلح، يجسد «مغالطة التركيب»، التي تتمثل في تعيين صفة في أحد أفراد المجموعة على المجموعة بكاملها بالخطأ. ومن المغالطات غير الصورية أيضا، «مغالطة التداعي»، ويشار إليها بوجه عام باسم «الذنب بالتداعي»، وتتمثل هذه المغالطة على سبيل المثال، حينما تتهم امرأة جارتها بأنها مخربة لأن ساعي البريد الآتي إلى زوجة أخي جارتها ضبط وهو يلقي حجارة على نافذة متجر.
وعلى الرغم من أن المثالين الأخيرين يبدوان تافهين، فإن التفكير المغلوط بعيد كل البعد عن أن يكون حميدا. فادعاءات التعصب التي تدين أعراقا بأكملها بسبب سلوك بضعة أفراد، أو طرد شخصيات عامة من مناصبها بسبب سلوك أحد المتابعين على «تويتر» (أو حتى متابعي المتابعين) من أمثلة الضرر التي تلحقها طرق التفكير المعيبة بالعالم.
وبسبب التعقيد اللغوي وتنوع التفاعلات التي تستخدم فيها اللغة بين البشر، تأتي المغالطات غير الصورية في أشكال متعددة. فقد تحتكم مثلا إلى شيء غير التفكير المنطقي مثل الخوف، ويظهر ذلك في مغالطة (الاحتكام إلى القوة) أو الشهرة، مثل مغالطة (الاحتكام إلى الجماهير). وقد تستند الحجج المغلوطة إلى استخلاص استنتاجات من معلومات ضئيلة للغاية (التعميم المتعجل)، أو بتقديم خيار مزيف مثل مغالطة «القسمة الثنائية الزائفة» التي تتضح في المثال: «إما أن تمرر ميزانيتي أو سيتضور الملايين جوعا». «إن التفكير المغلوط بعيد كل البعد عن أن يكون حميدا.»
إضافة إلى ذلك، يوجد عدد من المغالطات التي تحاول تشتيت القارئ أو المستمع عن تفاصيل الحجة؛ عن طريق مهاجمة صاحب الحجة (وتسمى بمغالطة «الشخصنة»)، أو بتقديم نسخة مبالغ في تبسيطها أو مشوهة من حجة الخصم، ومهاجمة تلك المحاكاة الساخرة بدلا من الحجة ذاتها (وتلك هي مغالطة «رجل القش»). وتوضح بعض هذه الأخطاء في المنطق غير الصوري، صعوبات في تحديد الحجج المغلوطة بالفعل. ففي بعض الحالات مثلا، تجسد مهاجمة صاحب الحجة مغالطة «الشخصنة»، لكن مهاجمة شخص الخصم قد تكون مبررة في حالات أخرى (إذا سبقت إدانته بارتكاب شهادة الزور على سبيل المثال، أو أن يكون له باع في الكذب).
Bilinmeyen sayfa