واسألهُمُ عمّا بهم صنع الهوى ... لشقائهنَّ به وجور وُلاته
هامت بواديه القلوبُ فأصبحت ... منّا النُّفوسُ تصيحُ في ساحاته
إن لم تُذقنا الموتَ أعينُ عِينِه ... كمدًا فأصحانا لفي سكراته
تقضي وينشرنا هواهُ كأنّما ... نفسُ المسيح يهبُّ في نفحاته
حَرَمٌ بأجنحة النُّسور صيانةً ... عضّت كواسره على بيْضاته
وحمىً به نصبَ الهوى طاغوتَه ... فاحذر به إن جُزْتَ فتنةَ لاته
لم ندرِ أيُّهما أشدُّ إصابةً ... مُقلُ الغواني أمْ سهامُ رُماته
وقوله أيضًا من قصيدة اُخرى:
هذا الحمى فانزل على جرعائِهِ ... واحذَرْ ظُبا لفتات عِين ظبائِهِ
وانشُدْ به قلبًا أضاعتهُ النَّوى ... من أضلعي فعساهُ في وعسائه
وسل الأراكَ الغضَّ عن روحٍ شكت ... حرَّ الجوى فلجتْ إلى أفيائه
1 / 29