فلما وصل خبر طبعها ونشرها إلى الأمصار، تحرك عرق الغضب مع لزوم الكرب(1) آناء الليل وأطراف النهار، فنادى منهم مناد، وخاطب كل حاضر وباد، باكيا وشاكيا، مناداة الهلوع(2)الجزوع، للنصير البشير النصوح(3)، والمستجير المستغيث للأجير المغيث، والمستعين للمعين، قائلا بلسان المقال والحال: يا عباد الله؛(4)أعينوني، يا عباد الله؛ أعينوني، هل من مغيث(5)يغيثنا لوجه الله؟
هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله؟
هل من ناصر ينصرنا؟
هل من ماكر يمكر لنا؟
هل من بشير يبشرنا ويفرجنا؟
هل من نذير ينذر من يخاصمنا؟
هل من أجير يتكنى بأبي الفرج، أو أم الهرج والمرج(6)؟
Sayfa 15