وقد سمعت رسول الله (ص) يقول: لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم لسانه فمن استطاع منكم ان يلقى الله وهو تقي اللسان من اعراض المسلمين نظيف اليد من أموالهم فليفعل.
وفي رواية مجاهد عن ابن عباس قال: سمعت أمير المؤمنين (ع) يقول أما بعد فان الله خلق الخلائق حين خلقهم وهو غني عن طاعتهم لا يتضرر بمعصيتهم لأنه لا تضره معصية من عصاه ولا ينفعه طاعة من أطاعه واتقاه.
فالمتقون في هذه الدار هم أهل الفضائل، منطقهم الصواب وملبسهم الاقتصاد وعيشهم التواضع غضوا أبصارهم عن المحارم ووقفوا اسماعهم على العلم النافع ولو لا الرجاء لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقا الى جزيل الثواب وخوفا من وبيل العقاب وعظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم فهم والجنة كمن قد رآها منعمون، وفي النار كمن رآها معذبون قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة أجسادهم نحيفة وحاجاتهم خفيفة صبروا أياما قصيرة فأعقبهم راحة طويلة؛ اما الليل فصافوا اقدامهم تالين أعز الكلام واحسن النظام يحبرونه تحبيرا ويرتلونه ترتيلا فاذا مروا بآية فيها ذكر تشويق ركنوا اليها طمعا وتطلعت نفوسهم شوقا وهلعا واذا مروا بآية فيها تخويف اصغوا اليها بمسامع قلوبهم ومثلوا زفير جهنم في آذانهم فهم مفترشون جباههم وركبهم وأطراف أقدامهم يجأرون الى الله في فكاك رقابهم، وأما النهار فعلماء حلماء بررة أتقياء قد براهم الخوف بري القداح ينظر اليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض ويقول قد خولطوا ولقد خالطهم أمر عظيم لا يرضون باعمالهم بالقليل ولا يستكثرون الكثير فهم لانفسهم يمهدون أو مهتمون ومن أعمالهم مشفقون اذا زكى أحدهم خاف أشد الخوف يقول أنا أعلم بنفسي من غيري، اللهم فلا تؤاخذني بما يقولون واجعلني أفضل مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون، ومن علامة أحدهم انك ترى له قوة في دين وورعا في يقين وحزما في علم وعزما في حكم وقصدا في غناء وخشوعا في عبادة وتحملا في فاقة وصبرا في شدة وطلبا للحلال وتحرجا عن الطمع يعمل الأعمال الصالحة على وجل ويجتهد في إصلاح ذات البين يمسي وهمته الشكر ويصبح وشغله الفكر الخير منه مأمول والشر منه مأمون يعفو عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه وفي الزلازل صبور وفي المكارم وقور وفي الرضا شكور لا ينابز بالالقاب ولا يعرف العاب ولا يؤذي الجار ولا يشمت
Sayfa 130