ومن ذلك: قول بعضهم: «لمحني أسبهل في الطريق»، وفسر هذه الكلمة الحوشية الوحشية بقوله: «سبهل، أي: أقبل في الطريق لغير شيء». ولقد فتشت عن «سبهل يسبهل» في كتب اللغة، فلم أجد سوى «سبهلل» وزان سفرجل، قالوا: جاء الرجل سبهللا، أي: غير مكترث لشيء. ويقال: هو يمشي سبهللا، أي: يجيء ويذهب في غير شيء. إذا سبهلل غير سبهل. ولو قال: «أتردد» أو «أروح وأجيء» لاستراح وأراح القراء من هذا الاستعمال الجاف الخشن.
منكبيها الصغيرتين
ويقولون: «وتقع جميع المشاق على منكبيها الصغيرتين». والمنكبان مثنى «منكب» مجتمع رأس الكتف والعضد، وهو مذكر، وتأنيثه خطأ. أما الكتف فمؤنثة.
حماس
ويقولون: «وكانت الحفلة مملوءة بمظاهر الحماس». فيستعملون «الحماس» مصدرا، وهو خطأ صوابه «حماسة».
تقطب وجه سامعه
ويقولون: «وما كاد ينتهي من قوله حتى تقطب وجه سامعه». وفي كتب اللغة: قطب وقطب، زوى ما بين عينيه وكلح. أما قطب، فلم يسمع عن العرب، ولا حاجة لاستعمال الوجه بعد قطب ولا بعد قطب.
أحمل له ضب الضغن
ومن شواهد شدة تجافيهم عن المألوف المأنوس إلى الحوشي المهجور، قول بعضهم: «واحمل له ضب الضغن». وكأني به ما صدق أن التقطه من قول ربيعة بن مقدوم الضبي:
وكم من حامل لي ضب ضغن
Bilinmeyen sayfa