وكثيرا ما يستعملون كلاما يجيء معناه مخالفا لما يقصدون، فيقولون مثلا: «لا يجب أن نسكت عن هذا الأمر». ومرادهم وجوب التنبيه وعدم جواز السكوت. ولكن هذا المعنى غير ظاهر من عبارتهم المتقدمة؛ لأن انتقاء وجوب السكوت يثبت جوازه، وهو خلاف المراد. وإصلاح هذا الاختلال يتم إما بتقديم الفعل «يجب» على «لا»، وإما باستعمال الفعل «يجوز» بدل «يجب». فيقال: «يجب أن لا نسكت» أو «لا يجوز أن نسكت».
حرف الجر متعلقه. الظرف متعلقه. الكائن
وكثيرا ما يذكرون متعلق الظرف وحرف الجر الدال على مطلق الوجود، فيقولون: «ويوجد بيننا كثيرون يجهلون هذا الأمر» و«لم يكن موجودا في بيته» و«ذهبت إلى مكتبه الكائن في شارع بولاق». ويتم تقويم أود هذه التعابير بحذف «يوجد» من الأول، و«موجودا» من الثاني، و«الكائن» من الثالث.
صرف على بناء
ويقولون: «صرف على بناء بيته ألف جنيه» و«صرف في باريس شهرين». فيستعملون الفعل: «صرف» في كليهما في غير ما وضع له. والصواب أن يقال في الأول: «أنفق أو أنفذ أو استنفد»، وفي الثاني: «قضى».
إيرادات الحكومة. مصروفات الحكومة
ومما يكثر استعماله في اصطلاح كتاب الحكومة قولهم: «إيرادات الحكومة ومصروفاتها». والصواب أن يقال: «دخل الحكومة وخرجها» أو «دخل الحكومة ونفقاتها».
مباحث أخلاقية
ويقولون: «مباحث علمية أخلاقية» و«جمال أدبي أخلاقي». نسبة إلى أخلاق مجموعة، وهو مخالف للقاعدة في النسبة إلى الجمع، وهي أن يرد إلى مفرده ثم ينسب إلى ذلك المفرد، ما لم يكن الجمع شبيها بالمفرد في وضعه فينسب إليه على لفظه. وهو إما أن يكون قد غلب فجرى مجرى العلم كالأنصار، أو سمي به كأنمار، أو لا واحد له كالعباديد للخيل المتفرقة. فيقال في النسبة إلى هذه الأسماء الثلثة: أنصاري وأنماري وعباديدي، كما في النسبة إلى الأسماء المفردة. فالصواب أن يقال: «مباحث علمية خلقية» و«جمال أدبي خلقي»، وأجاز بعضهم أن ينسب إلى الجمع على لفظه من غير أن يرد إلى مفرده، وهو مخالف لمذهب جمهور الصرفيين.
أناف عن المئة
Bilinmeyen sayfa