79

Ta'yin Fi Şerh El-Erba'in

التعيين في شرح الأربعين

Araştırmacı

أحمد حَاج محمّد عثمان

Yayıncı

مؤسسة الريان (بيروت - لبنان)

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Yayın Yeri

المكتَبة المكيّة (مكّة - المملكة العربية السعودية)

Türler

وأمَّا ألفاظه: فمنها الأعمال وهي حركات البدن، ويتجوَّز بها عن حركات النفس.
ومنها النيات وهي جمع نية بالتشديد والتخفيف، فإنَّ شُددَت كانت من نوى ينوي إذا قصد، وأصلها نِوْيَةٌ قلبت الواو ياءً ثم أدغمت في الياء بعدها فقيل نِيَّة، وإن خُفِّفَت كانت من وَنَى يَنِيْ إذا أبطأ وتأخر من قول الشاعر:
مِسَح إذَا ما السَّابِحَاتُ عَلَى الوَنى ... أثَرْن الغُبَارَ بِالكَدِيْدِ المُرَكَّلِ (١)
أي على الإبطاء والتأخُّرِ في الجَرْيِ. وذلك لأن النيَّة تحتاج في توجيهها وتصحيحها إلى إبطاء وتَأَخُّر. ولهذا ترى بعض النَّاس ييطئُ في نية الصَّلاة حتَّى تفوته الركعة الأولى مع الإمام (٢).
ومنها نوى ينوي إذا قصد، يقال: نواكَ الله بخير، أي قصدك به، ونَوَيْتُ فلانًا وانتويته بمعنى.
ومنها الهجرة وهي في الشريعة: مفارقة دار الكفر إلى دار الإسلام خوفًا من الفتنة وطلبا لإقامة الدين، وفي الحقيقة مفارقة ما يكرهه الله ﷿ إلى ما يحب. وقد ثبت في الحديث "المجاهد من جاهد نفسه والمهاجر من هاجر ما نَهَى الله عنه" (٣) وكانت الهجرة في الإسلام مرتين إلى الحبشة وإلى المدينة،

(١) البيت رقم ٥١ من معلقة امرئ القيس.
(٢) لا ارتباط -لغة وشرعًا- بين وسوسة الموسوسين وتلاعب الشيطان بهم في عباداتهم وبين معنى النيَّة ودلالتها على التأخير والإبطاء.
(٣) رواه أحمد ٦/ ٢١ وابن حبان (الإحسان ١١/ ٢٠٤) والطبراني في المعجم الكبير ١٨/ ٣٠٩ من حديث فضالة بن عبيد بنحوه.

1 / 28