قاعدة ملوك الروم، ومنها تعقد راياتهم وتقوم؛ وتنتهي جنوبا إلى بلاد (ابن لاون) وهي بلاد الأرمن، يحدها البحر الشامي.
وهذه البلاد بلاد متسعة، وهي مفرقة لملوك مجتمعة، وإنما هم لا يطلق عليهم إلا اسم الإمارة؛ ولا انتظام لكلمتهم، ولا اجتماع لجملتهم؛ وأكبرهم صاحب كرميان، وله بينهم وضع محفوظ، ونظام مرعي.
فأما ملوكنا، فأجل من لديهم منهم جماعة بني قرمان، لقرب ديارهم، وتواصل أخبارهم، ولنكاياتهم في متملك (سيس) وأهل بلاد الأرمن، واجتياحهم لهم من ذلك الجانب مثل احتياج عساكرنا لهم من هذا الجانب؛ فمكاتباتنا إلى بنى قرمان لا تكاد تنقطع؛ وأما إلى البقية فأقل من القليلن وأخفى من مرأى الضئيل.
وهم:
الأول: صاحب كرميان: ولم يكتب إليه مدة مقامي بالأبواب السلطانية؛ ويشبه أن تكون المكاتية إليه (بالمقر) نظير صاحب ماردين، لكن بأبسط ألقاب، إذ هي أدعى لاستحسانهم لقلة معارفهم.
وعلى هذا التقدير يكون رسم المكاتبة إليه:
(أعز الله نصر المقر الكريم، العالي، الملكي، الأجلي، العالمي، العادلي، المجاهدي، المؤيدي، المرابطي، المثاغري، المظفري، المنصوري، الفلاني، عون الإسلام والمسلمين، فخر الملوك والسلاطين، نصير الغزاة والمجاهدين، زعيم
1 / 61