الجهة الثانية: رميه بالتجسيم، والتشبيه، حتى نُقِل عنه: أنه قال: (ألزموني ما شئتم فإني ألتزمه، إلا اللحية والعورة) (^١)، وقد كذَّب هذا النقل شيخُ الإسلام ابن تيمية ﵀، وبيّن بطلان نسبته إلى أبي يعلى ﵀ (^٢).
وقد تكلّم غير واحد في كتاب أبي يعلى "إبطال التأويلات"، وأنه أتى فيه بالتجسيم المحض (^٣)، وهذا خطأ على أبي يعلى ﵀؛ فإنه قد ألَّف كتابًا في الرد على المجسِّمة، بل بالغ حتى قال: بنفي الجسم (^٤)، ومعلوم أن هذه اللفظة لا يصرَّح بإثباتها ولا نفيها (^٥)؛ لعدم ورود نفيها لا في الكتاب ولا في السنة، ولا في قول أئمة الإسلام، بل إن كتابه: "إبطال التأويلات"، ردٌّ على كتاب ألَّفه أحد علماء الأشاعرة (^٦)،