ذكر الحافظ ابن كثير قصة من المتقدمين من بني إسرائيل أو من قبلهم: أن شخصا كان مملوكا لأسرة فحصل ولادة لربة المنزل التي هي سيدته، فقالت له: ائتني بالسكين وكان قبل ذلك قد رأى رؤية، فقيل له: إن ربة البيت سوف تلد بنتا وسوف تزني هذه البنت مائة زنية وسوف تتزوجها أنت، فلما طلب منه أن يأتي بالسكين لقطع السرة بقر بطنها بالسكين وهرب عن البلد، واشتغل بالتجارة ومكث مدة عشرين سنة، ثم عاد إلى بلده ظنا منه أن المسألة قد نسيت، عاد بأموال طائلة، لما حضر إلى بلده قال لامرأة سمسار خطيبة على ما يقولون أنها تبحث للرجال عن النساء فقال لها: أريد أجمل بنت في البلد، فدلته على واحدة، فلما اطلع على أسرارها وجد أثر خياطة في بطنها، فغلب على ظنه أنها هي، قال: ما هذه، قالت: وقت الولادة تذكر الوالدة أن مملوكا لنا فعل كذا وكذا وهرب، ثم بعد ذلك استذكر الرؤيا، هل حصل لك كذا؟ هل سبق أن قارفت الفاحشة، قالت: قد كان شيء من ذلك، قال: وهل كان العدد مائة، قالت: الله أعلم، لكن ما يبعد أن يكون العدد مائة، فتزوجها؛ لأن عنده ما يدعوه إلى نكاحها وعنده ما يصده على نكاحها، فغلب ما يدعوه على ما يصده المقصود أنه فتن بها فبنى لها قصرا مشيدا طويل ضارب في الجو، ومحكم، وكان من تمام الرؤيا أنك تتزوج هذه البنت بعد أن تزني مائة زنية، وتموت هذه المرأة بالخنفساء، الحشرة المعروف، فبنى لها هذا القصر المشيد ورفعه من أجل أن لا تدخل هذه الخنفساء، يقول في القصة: أنه دخل في يوم من الأيام فإذا بالخنفساء عنده في البيت، فقامت هذه المرأة ووطئتها برجلها وفركتها، فأصيبت بالآكلة من رجلها إلى أن ماتت.
وهذه قصة على كل حال لكن ليعلم أن هذه القصور ما منعت من خنفساء فكيف تمنع بما هو أعظم من ذلك من عذاب الله وعقوبته، نسأل الله السلامة والعافية.
Sayfa 7