Eski Dünyada Yemek
الطعام في العالم القديم
Türler
يدرك عامة الناس في أثينا أنه يتعذر على كل فرد من الفقراء تقديم القرابين وإقامة ولائم فاخرة وتشييد المزارات والتمكن من العيش في مدينة جميلة وعظيمة، وعلى الرغم من ذلك اكتشف عامة الناس سبيلهم إلى تقديم القرابين وزيارة المزارات وإقامة الولائم وزيارة المعابد. فالمدينة تقدم قرابين كثيرة على نفقة المال العام، ولكن عامة الشعب هم الذين يستمتعون بتناول الطعام في الولائم، وهم الذين تخصص لهم لحوم القرابين.
ومن المفترض أن الأعياد التي يقصدها المؤلف تشمل عيد بان أثينايا، وتحديدا عيد ديونيسيا المقام في المدينة، الذي ورد وصف له فيما سبق.
وكانت تقام في روما أيضا احتفالات كبرى ومناسبات تقديم القرابين. يسجل أحد النقوش (مختارات من النقوش اللاتينية 5050 = بيرد ونورث وبرايس (1998: 140-144)) احتفال الإمبراطور أغسطس بالألعاب الدنيوية أو القرنية في عام 17 قبل الميلاد، وكانت هذه المناسبة تمثل استئنافا لمناسبة حدثت قبل ذلك بمائة عام في عهد الجمهورية في روما. وكانت تقدم فيها القرابين إلى إلهات القدر وجوبيتر وغيرهم من الآلهة؛ وكانت تلك القرابين تتألف من الحيوانات ومختلف أنواع الكعك المخصصة لهذا الغرض، وكانت تتضمن عروضا ومآدب وصلوات يشارك فيها الناس، مع اتخاذ ترتيبات للرجال والنساء. وكانت تشهد أيضا إقامة ألعاب ومسرحيات ومواكب. وكما هي الحال في الأعياد الإغريقية مثل بان أثينايا وديونيسيا ، كانت هذه الأعياد تشهد إقامة المباريات الرياضية والمسرحيات والعروض مثلها مثل تقديم القرابين وإقامة المآدب. وكانت هذه المناسبة مصاحبة أيضا لاحتفال النصر الروماني، الذي كان يقام للترحيب بعودة القائد المنتصر بصحبة جيشه وغنائم الحرب، ولإدماجه في روما بطقس تقديم قرابين إلى معبد جوبيتر كابيتولينيوس، وبإقامة مأدبة مع أعضاء مجلس الشيوخ (راجع بيرد ونورث وبرايس، 1998: 144-147). وكان يقام أيضا الكثير من الأعياد الصغرى، وكان عدد منها يرتبط ارتباطا وثيقا بالسنة الزراعية وبأنشطة معينة مرتبطة بها، وكان من بين تلك الأنشطة افتتاح موسم نبيذ جديد وعيد الأفران تكريما لصنع الخبز وعيد كارنا، الذي يرد وصف له في الفصل الخامس.
ويخبرنا أوفيد أيضا عن عيد سيريليا - الذي كان يحين موعد الاحتفال به في شهر أبريل - ويربط بينه وبين أسطورة ديميتر وبيرسيفوني/سيريس وبروسيربينا (قصيدة «الأعياد» 4، 393-402):
وبعد ذلك تحين ألعاب سيريس. لا داعي للإفصاح عن السبب؛ فما تجود به الإلهة من كرم وفضل واضح وجلي. وكان الخبز الذي تناوله البشر الأوائل يتكون من الأعشاب الخضراء التي كانت الأرض تنتجها من تلقاء نفسها، وصاروا الآن يقطفون الحشائش الحية من الطبقة العليا من التربة، والآن صارت الأوراق الطرية التي تكلل هامات الأشجار تستخدم في إقامة مأدبة. وبعد ذلك، صارت تزرع ثمار البلوط؛ وكان خيرا لهم أن وجدوا ثمار البلوط، وطرحت شجرة البلوط المتينة كمية وفيرة. وكانت سيريس هي أول من دعا البشر إلى الحصول على قوت أفضل وبادلتهم ثمار البلوط بطعام أكثر نفعا. (ترجمه إلى الإنجليزية: فريزر)
كما هي الحال بخصوص عيد ثيسموفوريا، يرتبط طقس تقديم القرابين في العيد بالخنزير، ومن الواضح استبعاد الثور المستخدم في جر المحراث. ويقال إن الإلهة - تماشيا مع قدم عهدها - يروق لها كل ما هو قديم وترضى بالقليل (بخنزير صغير مفضلة إياه على ثور)، بشرط أن يكون من مصدر طاهر.
ومن الأمثلة الأخرى عيد فورناسيليا، وهو عيد الأفران (قصيدة «الأعياد» 2، 512-532)، وكان يروج لصناعة الخبز الجيد؛ وأيضا عيد فيستاليا (قصيدة «التقويم» 6، 249-468) الذي كانت العذارى البتوليات الشهيرات يحضرن فيه كعكات مميزة من الحبوب والملح لحارس مضيفة المدينة (النسخة الرومانية من مبنى البريتانيون الإغريقي)، وكانت كل مكوناتها تأتي من مناطق موصى بها ، وكانت تحضر بطرق تقليدية.
يقدم المشاركون في «مأدبة الحكماء» الذي ألفه أثينايوس مثالا أخيرا لأحد الأعياد؛ فأحد المآدب التي شاركوا فيها تتزامن مع الاحتفال بعيد باريليا في روما. ويقدم أوفيد - قصيدة «الأعياد» 4، 721-806 - تفاصيل هذا العيد الذي يحتفل برعاة الغنم. يوضح لنا بيرد ونورث وبرايس 5، 1 (1998: 116-119) كيف تحول عيد زراعي لم تكن تراق فيه دماء الحيوانات إلى احتفال بعيد تأسيس روما يصاحبه طقس تقديم قرابين تراق فيه دماء غزيرة. وهنا يتضح تأثير الابتداع الديني؛ حيث يعكس التحول من مجتمع رعوي إلى إحدى القوى العالمية. يصف أثينايوس الاحتفال والتغيير الجذري الذي طرأ عليه لأغراض مدنية كالآتي:
بينما ظل كلام كثير من هذا النوع يدور، سمعت في تلك اللحظة في كل أنحاء المدينة نغمات النايات وضجيج الصنوج ودق الطبول، المصحوبة جميعا بأصوات غناء. وتصادف أنه كان عيد باريليا - كما كان يسمى مع أنه أصبح يسمى الآن العيد الروماني - الذي أنشئ تكريما للإلهة فورتونا (إلهة الحظ في روما)، حين أنشأ معبدها أفضل الأباطرة وأكثرهم ثقافة، وهو الإمبراطور هادريان. ويحتفل بذلك اليوم سنويا كل سكان روما - وكل من تتصادف إقامته فيها في ذلك الوقت - باعتباره مناسبة جليلة. (ترجمه إلى الإنجليزية: جوليك)
ولما كان المشاركون في مأدبة أثينايوس يجيدون الحديث أكثر مما يجيدون الفعل، فقد أخذوا يتأملون مختلف أنواع الأعياد المدنية، وكان ذلك فيما يبدو هو المشاركة التي يقدمونها في يوم العيد. ونجد أن أثينايوس يؤدي مرة أخرى تلك الوظيفة الشديدة الأهمية لهذا الكتاب، وهي الجمع بين البلدان الإغريقية والبلدان الرومانية؛ فهو يجمع بين الدليل القائم على الأدب الإغريقي مع البلدان الرومانية (موضوع حديثهم) خارج غرفة الطعام. ويتضح وجود أوجه تشابه ملحوظة بين البلدان الإغريقية والرومانية في الكثير من النواحي؛ إذ كان الرومان أحيانا يقدمون قرابين استنادا إلى الشعيرة الإغريقية، واستنادا إلى الشعيرة الرومانية في أحيان أخرى. وتحول هرقل الإغريقي من نسخته الإغريقية «هيراكليس» إلى نسخته الرومانية «هيركيوليز»، وكان هو الذي أتى بالماشية إلى العالم القديم، كما رأينا في الفصل الأول، وكانت روما من بين المدن التي أسسها، وأوليمبيا كذلك. كانت ثمة اختلافات كبيرة أيضا بين الثقافتين الإغريقية والرومانية، ولكن كان من الملاحظ وجود قدر كبير من التفاوت أيضا. وتناول بلوتارخ بوضوح الخصائص الإغريقية والخصائص الرومانية في سياق ديني إغريقي روماني، ومن بين «الأسئلة الرومانية» البالغ عددها 113 سؤالا التي طرحها، يسأل بلوتارخ (109-110):
Bilinmeyen sayfa