لماذا؟ لماذا لا يكف الناس عن الأوهام؟ لماذا يغمضون أعينهم عن الحقيقة؟
ولكني لن أدعهم يصنعون حياتي، سأصنع أنا حياتي، سأرسم مستقبلي، لن أكون عجيبة في أيديهم، لن أعيش حياة مزيفة، وداعا يا صديقي، وداعا إلى الأبد.
كلنا حيارى
أنا حائرة دائما، حائرة مع العذاب، وحائرة مع الهوى، وحائرة مع الألم، وحائرة مع المرض.
لا أدري لماذا اخترت هذا اللون من الحياة، اللون القاتم الحزين والجانب المليء بالألم والدمع والدم، منذ سنين كثيرة عندما كنت على أبواب الجامعة فكرت فيما أكون، وكنت أحب الأدب، والرسم، والموسيقى، والغناء، والتمثيل، لكني وجدت نفسي أختار كلية الطب كلية المرض، والأنين، والموت!
وأثناء دراستي للطب جاءتني أمي تسألني في بساطة عن ورم صغير ظهر في ثديها، وتجمد الدم في رأسي، وبردت أطرافي، وقلت لها وأنا أخفي انزعاجي: لا شيء، مجرد كيس دهني.
وعاشت أمي بعد هذا اليوم عشرين شهرا كاملة في ألم مبرح أشد عذابا وقسوة من الموت، ثم، ماتت، عجز الطب عن شفائها.
وراجعت نفسي، وهوايتي للطب، وثقتي في الطب، وبعد شهور قليلة، وفي يوم نسيت فيه الألم والموت والطب، وجلست مع أبي نتحدث في السياسة، وقمت لأفتح الباب، وعدت لأجد أبي راقدا على الأرض ميتا.
ولم أبك، ومضيت إلى حقنتي فكسرتها، وألقيت سماعتي من النافذة، ومزقت كتب الطب، وأغلقت عيادتي بالشمع الأحمر، وجلست في البيت أفكر.
وعرفت بعد تفكير طويل أن هوايتي للطب والمرض والألم هواية مزيفة، وتذكرت هواياتي القديمة للأدب والتمثيل والموسيقى والغناء، وتأكدت أنني أخطأت عندما اتجهت إلى الطب، كان يجب أن أكون فنانة أو شاعرة أو كاتبة.
Bilinmeyen sayfa