[=aph 2] استفراغ ما يستفرغ من البدن يكون بأربعة أشياء: أ: حدث الطبيب له بالدواء؛ ب: قذف الطبيعة التي تدبر البدن له وتنقيها إياه من البدن؛ ج: تهييج ذلك الشيء وتلذيعه؛ د: من أن الأوعية لا تضبطه (72) وتحصره. [=aph 9] المرة الصفراء حقيقة تطفو إلى فوق، ولذلك ينبغي أن تستفرغ بالقيء سيما في الصيف. والمرة السوداء ثقيلة ترخى إلى أسفل، ولذلك ينبغي أن تستفرغ بالإسهال، ويحتاج في استفراغ المرة السوداء إلى دواء أقوى مما يحتاج أليه في استفراغ الصفراء بسبب غلظها. هيجان الأخلاط [=aph 10] : إما أن تكون A في البدن كله حركة للطبيعة لقذف الفضول، وإما أن يكون ذلك في أشرف أعضائه. ينبغي أن يبادر باستفراغ الخلط الهائج إما من قبل أن تضعف القوة، وإما قبل أن تتزيد حرارة الحمى، وإما من قبل أن تصير تلك الأخلاط إلى عضو من الأعضاء الشريفة فتتمكن فيه. فإذا رأيت شيئا من ذلك وخفته فبادر باستفراغ الخلط. [=aph 11] المغس يكون من تلذيع شديد ويكون أيضا من ريح غليظة نافخة لا منفذ لها لكنها منحضرة في لفائف الأمعاء. [=aph 17] السدر هو أن يخيل للانسان أن ما يراه يدور حوله ويفقد حس البصر بغتة حتى يظن أنه قد غشيت جميع ما يراه ظلمة. [=aph 21] مع المرة السوداء حدة وتأكيل وحضومة وخلية هي أن يغلى منها الأرض، والخلط السوداوى بمنزلة عكر الخمر أى دردي الدم. البراز الأسود يتولد إما من غبلة الاحتراق، وإما من عفونة منكرة، وإما من انصباب (73) خلط سوداوى. إذا ظهر البراز الأسود في أول المرض دل B على آفة عظيمة حدثت في الكبد، وإذا ظهر بعد انتهاء المرض فكثير ما يدل على خير إذا كان ظهوره بدفع الطبيعة للفضول المحرقة وتنقيها للبدن منها. [=aph 23] البراز الأسود يخرج شبيها بالدم الأسود ويخالط ذلك الدم بأنه ذائب لا جامد. والمرة السوداء تخالف البزار أيضا بأنها ذائبة غير جامدة وتخالف الدم بأن مع سوادها بريقا (74) وبأن معها تلذيعا شبيها (75) بتلذيع (76) الخل وتغلى منها الأرض. [=aph 24] ما كان من اختلاف الدم من المرة السوداء فليس يبرأ لأنه لا فرق بين علة المعاء فيه وبين السرطان الذي معه قرحة ولأنه أيضا لا يثبت عليه الدواء وفضول الغذاء تمر به دائما. [=aph 30] الشيء المتمكن الثابت يحتاج إلى معالجة قوية حتى يتقلع، ولا يكون ذلك إلا في مدة طويلة وأدوية قوية كثيرة، والشيء الغير متمكن الغير ثابت سهل العلاج. [=aph 34] بطلان التنفس إما من ضعف القوة المحركة للصدر وإما من برد مفرط يغلب على ابتداء الحيوة. الاختناق هو ضيق آلات النفس. A وذلك يكون إما عند امتلاء الفضاء الذي فيما بين الصدر والرئة أو الخلل الذي في جوف الرئة أو عند ورم يشتمل على الرئة كلها أو على قصبتها أو على رأس قصبتها الذي يسمى الحنجرة أو في الفضاء الذي من قبل الحنجرة الذي اسمه الحلق أعنى الموضع الذي يفضي إليه المريء (77) والحنجرة مما يلي الفم. الاختناق بغتة إنما يعرض من قبل الحنجرة فقط. الفضاء الذي فيما بين الصدر والرئة قد يمتلئ كثيرا مدة فيختنق صاحبها، وتلك المدة إنما تصير فيما بين الرئة والصدر من خراج تنفجر إلى ذلك الفضاء. ورم قصبة الرئة يحدث عسرا في النفس ولا يمكن أن يخنق لسعة مجراها ورقة جسمها، إذ كان من جنس الأغشية. يمكن أن يكون الاختناق من غير وجع إما لأن رطوبة كثيرة لا سيما بلغمية بلد الغشاء المستبطن للحنجرة فيحدث منها فيه ورم ليس معه وجع، ويمكن أن تبطل حركة العضل الذي يفتح الحنجرة فتضيق مجراها فيحدث الاختناق، ويمكن أن يجتمع الأمران جميعا. ويمكن أن يفرط اليبس على العضل الذي B في داخل الحنجرة فيتوتر توترا كثيرا فيضيق مجراها. [=aph 35] الاختناق قد يعرض أيضا إما لورم في المريء وإما لورم مستبطن للمريء. فإن بين هذه الأعضاء وبين النخاع والأغشية المحيطة به والعظام التي من ورائها وهي الفقار مشاركة بعصب ورباطات. فإذا مدت تلك الرباطات والعصب نحو الأعضاء التي فيها الورم وجب ضرورة أن ينجذب الفقارة التي تتصل بها إما إلى داخل وإما إلى جانب. أما إلى داخل فإذا كان المد من الجانبين. وأما إلى جانب فإذا كان المد إلى جانب. وكل هذه تمنع الإرداد. [=aph 36] الأمراض التي تتجاوز أربعين يوما لا يكاد يكون فيها بحران بعرق ولا بنوع من أنواع الاستفراغ بتة لكن انقضاءها يكون إما بأن ينضج أولا فأولا وإما بخراج يخرج. بحران الأمراض الحادة جدا التي تكون بعرق أكثر ما يكون في الثالث. الأمراض التي تنوب في الإفراد بحرانها أسرع من بحران الأمراض التي تنوب في الأزواج. [=aph 37] العرق البارد لا يمكن أن يجيء من المواضع التي فيها A الحمى الشديدة، فإنه لو جاء منها لسخن بحرارة الحمى وإنما يجيء من مواضع قد بردت إما لضعف الحرارة الغريزية وإما لقرب انطفائها، ولذلك يدل إما على الموت وإما على طول المرض لأنه يدل على أنه قد غلب في البدن رطوبات كثيرة باردة. [=aph 41] العرق بعد النوم إما إن يكون كثيرا وإما أن يكون قليلا. فالعرق الكثير يكون إما من إفراط في تناول الغذاء وعلاجه أن يمنعه من الغذاء الكثير، وإما من قبل كثرة ما قد كان قبل ذلك يتناوله وعلاجة للأستفراغ. والعرق القليل إما لضعف القوة وإما سخافة البدن. [=aph 42] العرق الذي يكون في غير أيام البحران إما أن يكون حارا فيدل على أن الأخلاط حارة والنضج يسرع إليها، وإما أن تكون باردة فتدل على أن الأخلاط باردة والنضج يبطئ فيها ولذلك هو أردأ. [=aph 43] الحمى التي تكون من ورم أو من عفونة خبيثة في الأخلاط لا ينقى البدن منها (78). [=aph 44] إنما تطول B مدة الأمراض إما لكثرة الأخلاط المولدة لها وإما لغلظها وإما لبردها لأنها إذا كانت كذلك احتاجت إلى زمان طويل حتى تنضج. [=aph 46] حدوث النافض مرارا كثيرة في الحمى من علامات الهلاك. وذلك أنه إن تبع النافض استفراغ لا تسكن به الحمى فواجب أن تنحل قوة، لأنها لا تحتمل رعدة النافض وزعزعتها للبدن ولأن الاستفراغ أيضا يزيدها ضعفا واسترخاء. وإن لم يتبع النافض استفراغ فهو يدل على ضعف من القوة لم تقدر معه أن يستفرغ بالنافض شيئا. ومع ذلك فأنه يزيدها ضعفا بزعزعته للبدن . [=aph 47] العلامات الدالة على أن ما يخرج جيد هي نضجه حاصة واحتمال البدن لخروجه بسهولة وخفة البدن بخروجه عنه. [=aph 48] إذا حدث ورم حار قوي في بعض الأعضاء الباطنة وانحدر الدم كله إلى العضو العليل من البدن أحرق باطن البدن بالحرارة وبرد الجلد لخلوه منها كما يعرض في أول نوائب الحمى. ولذلك تكون هذه الحال A دالة على الموت. [=aph 49] التمدد يعرض في العصب إما من قبل الأروام الحارة والصلبة وإما من فبل اليبس وإما من قبل البرد المفرط. [=aph 51] الدمع إذا جرى من غير علة من العين وعن غير إرادة فهو يدل على ضعف من القوة الماسكة. [=aph 57] ما حدث من التشنج ابتداء فحدوثه (79) من امتلاء. فإذا حدثت بعده حمى حللت بعض الرطوبة التي للفضل وأنضجت (80) برودتها، فلذلك ينفع لأن هذين غرض الأطباء. [=aph 58] الحمى المحرقة تكون في الصيف لأن الشرايين تجف وتجذب إليها رطوبات حارة من جنس المرار. [=aph 62] اليرقان يحدث من ثلاثة شياء: إما من ورم صلب وهذا يكون في مدة طويلة وهو مرض مزمن طويل يحدث عنه اليرقان فإن على طول الأيام، وإما من سدة، وإما من ورم حار. وهذان (81) يمكن أن يكونا في مدة قصيرة. [=aph 63] النافض يكون عندما تتحرك المرار ويثبت في البدن كله. [=aph 65] قد يعرض للمعدة التهاب شديد من قبل المرة الصفراء إذا فارت وغلبت في طبقاتها. [=aph 67] لو لا أن النوم ينفع بإنضاجه ما يحتاج إلى إنضاجه لكان سيضر B دائما بسبب انصباب المواد فيه إلى عمق البدن وميل الأخلاط فيه (82) إلى داخل. [=aph 69] البول المتثور الشبيه ببول الدواب يكون إذا عملت الحرارة في مادة غليظة كثيفة. فإن رسب فيه ثفل غليظ بسرعة، دل على أن المرض ينقضي سريعا. وإن لم يرسب فيه ثفل فأنه إن كانت القوة معه قوية، دل على طول من المرض. وإن كانت ضعيفة، دل على أن (83) المريض يموت. [=aph 70] تثور البول يكون إذا عملت فيه حرارة خارجة فتولدت فيه رياح غليظة. [=aph 73] الرياح تمدد ما دون الشراسيف على ضربين: أحدهما من حال المعدة وحدها أي تتولد فيها الرياح، والآخر من سبب حادث يمدد المعدة وما يليها من الأعضاء معا. [=aph 76] : إذا خرج في البول الذي فيه الدم والقيح قطع لحم صغار فهي تدل على أنها من الكلى، وإذا خرج فيه بمنزلة الشعر، فهو يدل على أنه من العروق، وإذا خرج شبيه (84) بالصفائح فهو يدل على أنه المثانة. الشعر الذي A يخرج في البول يدل على أن صاحبه استعمل أطعمة تولد خلطا غليطا. وهذا الخلط الغليظ إذا عملت فيه الحرارة أحرقته وجففته فتولد منه الشعر. والبول الذي يخرج سببها بالمدة وفيه شبيه بالشعر علاجه بالأدوية الملطفة المقطعة مع تسيير سائر البدن والغذاء مرطبا. متى خرج في البول شبيه بالشعر فإنه يجب ضرورة أن يكون البول غليظا لأن الجوهر البلغمي الذي اجتمع في العروق ينحدر إلى الكلى ويحترق في الكلى فيتولد شبيه بالشعر. إذا خرج في البول شبيه بالنخالة فانظر، فإن كان البول رقيقا فالعلة في العروق، وإن كان غليظا فالعلة في المثانة [=aph 77] وهذه العلة جرب يتقشر كما يتقشر الجرب خارج البدن. [=aph 81] الدم والقيح إذا بيلا فهما دليلان مشتركان للقرحة التي تكون في جميع الآلات البول وهي المثانة والبربجين اللذين بينها وبين الكلى (85). والرائحة المنكرة الكريهة تخص المثانة وأكثر منها القشور. B [=aph 83] إذا كان البطن لينا فقلل الشرب ودر البول، وإذا كان البطن يابسا فرد الشرب وأمنع من نفوذه إلى العروق. الحمد لله وحده
تمت تعاليق المقالة الرابعة فوائد
تعاليق المقالة الخامسة من كتاب الفصول
Sayfa 75