وتعاني اللغة الإنجليزية «بهدلة» عامة في جميع اللافتات، فلا تكاد تخلو جملة واحدة من خطأ في الهجاء!
وإلى جانب «الأوردو» في باكستان توجد اللغة السندية ويتحدث بها الناس في ولاية السند، واللغة البنجابية ويتحدث بها الناس في ولاية البنجاب، ولغة «البشتو» ويتحدث بها الناس في الأقاليم الشمالية، واللغة البنغالية ويتحدث بها الناس في شرق باكستان الذي يتكون من ولاية البنغال ...
وقد دار البحث أخيرا في نشر اللغة العربية وتعليمها في باكستان، ووجدت الفكرة ترحيبا كبيرا نظرا للتشابه الواضح بين الأوردو واللغة العربية ...
ومن الطريف أن أهم صحف باكستان تصدر باللغة الإنجليزية، أما الصحف التي تصدر بالأوردو فأضعف بكثير من الصحف الإنجليزية ...
ومع ذلك فقد أخذت باكستان منذ نشأتها تعنى عناية فائقة بنشر الثقافة الإسلامية والعمل على توثيق الصلات الروحية والثقافية بينها وبين الدول الإسلامية الأخرى.
وقد أتى على العالم الإسلامي حين من الدهر كانت تمتد حدوده من شمال الأندلس وشواطئ المحيط الأطلسي غربا إلى بلاد تركستان شرقا، وكانت اللغة السائدة فيه هي اللغة العربية، ثم حدثت نكسة صاحبت الاستعمار الأوروبي، الأمر الذي تأخرت معه الدراسات العربية والإسلامية في بعض أجزاء هذا العالم الإسلامي وأهملت إهمالا يكاد يكون تاما في أجزاء أخرى، وخاصة في شبه القارة الهندية.
واستمر ذلك إلى أن بدأت النهضة الأخيرة في مختلف دول العالم الإسلامي حين أخذ سكان العالم يحسون باليقظة وبالوعي الجديد وبضرورة العناية بماضيهم وإحياء هذه الدراسات.
والباكستان بوجه خاص تحس بهذه الضرورة إحساسا قويا لأنها قامت على أساس الدين والغالبية العظمى من سكانها يدينون بالدين الإسلامي، وهي ترغب - حكومة وشعبا - في أن تقيم علاقات الود والصداقة بينها وبين الدول الإسلامية الأخرى على أساس قوي متين، وليس أقوى ولا أمتن من أن تعمل على إحياء الدراسات الإسلامية، ومن أن تعمل على العناية باللغة العربية وتعليمها ونشرها لتعيد لها مكانتها الأولى، فقد كانت في وقت ما لغة العلم والثقافة والتأليف في الهند الإسلامية.
ولما كانت الباكستان تحس بالحاجة القوية إلى اللغة العربية فقد جعلتها مادة إجبارية في المدارس بعد أن كانت في العهد الماضي مادة اختيارية، وذلك لأنها هي صلة الاتصال التي تربطها بالعالم العربي والإسلامي في الشرق الأوسط، فبعد أن انفصلت عن الهند أصبحت تولي وجهها شطر البلاد العربية وخاصة مصر، وأحست بالحاجة الشديدة إلى تفهم اللغة العربية ودراستها فأقبلت تعمل على ذلك بجد وعزيمة.
حدثني في ذلك الدكتور عبد المحسن الحسيني أستاذ اللغة العربية في جامعة بشاور، فقال:
Bilinmeyen sayfa