ثم سألته: وعندكم؟
قال: إنها لا تزال موجودة في بعض طبقات وإن كانت قد زالت من طبقات أخرى.
سألته: وأنت إذا أردت أن تتزوج هل تحرص على أن تكون زوجتك من أهل البردة؟
وحار الرجل في الإجابة ثم قال: إنني شخصيا قليل العلم ويجب أن أتبع تقاليد أبي وأمي وقبل أن أتزوج ينبغي أن استشيرهما ... وأمي لا تزال محافظة على البردة ولا شك أنها ستطالبني بأن أتزوج واحدة مثلها، بل إنها هي التي قد تختار لي زوجتي.
سألته: وهل لك أن تبدي رأيك فيها؟
ونظر إلي الرجل دهشا وهو يقول: وكيف أبدي رأيي وأنا لا أراها إلا في ليلة الزواج؟!
وأخذ يشرح لنا ما كنا نسمعه من آبائنا وأجدادنا في مصر منذ نصف قرن تقريبا، عندما كان الآباء والأمهات يزوجون أبناءهم وبناتهم دون استشارتهم ودون أن يتقابل الطرفان.
وشكل البردة ومنظر المرأة الباكستانية وهي ترتدي البردة من المناظر التي تسترعي نظر من يزور باكستان لأول مرة ...
فالبردة عبارة عن عباءة كبيرة واسعة فضفاضة تكسو المرأة من قمة رأسها إلى أخمص قدميها بحيث لا يظهر منها شيء مطلقا، أما عند الوجه فقد أعدت ثقوب صغيرة جدا كثقوب الكلة (الناموسية) في مواجهة العين حتى يمكنها أن ترى الطريق وهي تسير.
هذه هي البردة التي ترتديها غالبية نساء باكستان حتى اليوم، تلبسها المرأة عند خروجها من المنزل إلى السوق أو إلى الطبيب أو إلى المستشفى، ذلك لأن تقاليد المرأة في باكستان لا تسمح بخروجها إلا لأمر هام جدا لا يمكن قضاؤه وهي في منزلها ...
Bilinmeyen sayfa