بِهِ استعظاما وقذفوه بِنَحْوِ مَا قذفت بِهِ الْيَهُود عَبْد اللَّهِ بن سَلام وأباه سَلاما فَلم ينقصوه بذلك عِنْد أهل التَّحْقِيق بل زادوه بِمَا قَالُوا فِيهِ تَمامًا ومدحوه بِنَفس ذمهم وَقد قيل فِي الْمثل لن تعدم الحسنَاء ذاما وقلما انْفَكَّ عصر من الْأَعْصَار من غاو يقْدَح فِي الدّين ويغوي إبهاما وغاو يجرح بِلِسَانِهِ أَئِمَّة الْمُسلمين ويعوي إيهاما ويستزل من الْعَامَّة طوائف جُهَّالًا وزعانف أغتاما وَيحمل بجهله على سبّ الْعلمَاء والتشنيع عَلَيْهِم سُفَهَاء طغاما لَكِن الْعلمَاء إِذَا سمعُوا بمكرهم عدوه مِنْهُم عراما وَإِذا مَا مروا بلغوهم فِي الْكِبَار من الْأَئِمَّة مروا كراما وَإِذا خاطبهم الجاهلون مِنْهُم قَالُوا لَهُم سَلاما وَلنْ يعبأ اللَّه بتقولهم فِيهِ وتكذيبهم عَلَيْهِ فَسَوف يكون لزاما وَلَوْلَا سُؤال من رَأَيْت لحق سُؤَاله إيَّايَ ذماما فألزمت نَفسِي امْتِثَال مَا أَشَارَ بِهِ عَليّ احتراما لصدفت عَن ذكر وقيعة ذَوي الْجَهْل فِي الْأَئِمَّة احتشاما لكني اغتنمت الثَّوَاب فِي إِيضَاح الصَّوَاب فِي علو مرتبته اغتنَاما وَمَعَ مَا عرف من تشنيعهم فأصحاب الْحق بِحَمْد اللَّه قد أَصْبحُوا على أعدائهم ظَاهِرين وَلمن تأواهم من أَصْحَاب الْبدع مِمَّن خالفهم فِي جَمِيع الْبِلَاد قاهرين وعَلى الانتقام مِمَّن يظْهر لَهُم الْعَدَاوَة للعنَاد قَادِرين وَكَيف لَا يكونُونَ كَذَلِك واللَّه مَوْلَاهُم ونَاصرهم وَهُوَ
1 / 27