بِهِ فَقلت يارسول اللَّه وَمَا عَسى أَن أفعل وَقد خرجت للمذاهب المروية عَنْك وُجُوهًا يحتملها الْكَلَام وَاتَّبَعت الْأَدِلَّة الصَّحِيحَة الَّتِي يجوز إِطْلَاقهَا على الْبَارِي ﷿ فَقَالَ لي انصر الْمذَاهب المروية عني فَإِنَّهَا الْحق فَاسْتَيْقَظت وأنَا شَدِيد الأسف والحزن فأجمعت على ترك الْكَلَام وَاتَّبَعت الحَدِيث وتلاوة الْقُرْآن فَلَمَّا كَانَت لَيْلَة سبع وَعشْرين وَفِي عادتنَا بِالْبَصْرَةِ أَن يجْتَمع الْقُرَّاء وَأهل الْعلم وَالْفضل فيختمون الْقُرْآن فِي تِلْكَ اللَّيْلَة مكثت فيهم على مَا جرت عادتنَا فأخذني من النعاس مَا لم أتمالك مَعَه أَن قُمْت فَلَمَّا وصلت إِلَى الْبَيْت نمت وَبِي من الأسف على مَا فَاتَنِي من ختم تِلْكَ اللَّيْلَة أَمر عَظِيم فَرَأَيْت النَّبِي ﷺ فَقَالَ لي مَا صنعت فِيمَا أَمرتك بِهِ فَقلت قد تركت الْكَلَام ولزمت كتاب الله وسنتك فَقَالَ لي انا أَمرتك بترك الْكَلَام إِنَّمَا أَمرتك بنصرة الْمذَاهب المروية عني فَإِنَّهَا الْحق فَقلت يارسول اللَّه كَيفَ أدع مذهبا تصورت مسَائِله وَعرفت أدلته مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة لرؤية فَقَالَ لي لَوْلَا أَنِّي أعلم أَن اللَّه تَعَالَى يمدك بمدد من عِنْده لما قُمْت عَنْك حَتَّى أبين لَك وجوهها وكأنك تعد إتياني إِلَيْك هَذَا رُؤْيا أَو رُؤْيَايَ جِبْرِيل كَانَت رُؤْيا إِنَّك لَا تراني فِي هَذَا المعني بعْدهَا فجد فِيهِ فَإِن اللَّه سيمدك بمدد من عِنْده قَالَ فَاسْتَيْقَظت وَقلت مَا بعد الْحق إِلَّا الضلال وَأخذت فِي نصْرَة الْأَحَادِيث فِي الرُّؤْيَة والشفاعة وَالنَّظَر وَغير ذَلِك فَكَانَ يأتيني شَيْء واللَّه مَا سمعته من خصم قطّ وَلَا رَأَيْته فِي كتاب فَعلمت أَن ذَلِك من مدد اللَّه تَعَالَى الَّذِي بشرني بِهِ رَسُول اللَّهِ ﷺ وَقَرَأْتُ فِيمَا رَوَاهُ الشَّيْخُ
1 / 41