Arap Bilim Mirasında Soğutma

Sair Basmacı d. 1450 AH
78

Arap Bilim Mirasında Soğutma

التبريد في التراث العلمي العربي

Türler

53 (11) ابن خلدون (القرن 9ه/15م)

ذكر ابن خلدون (توفي 808ه/1406م) في المقدمة الرابعة أثر حرارة الهواء في أخلاق البشر، قال: «قد رأينا من خلق السودان على العموم الخفة والطيش وكثرة الطرب، فتجدهم مولعين بالرقص على كل توقيع، موصوفين بالحمق في كل قطر، والسبب الصحيح في ذلك أنه تقرر في موضعه من الحكمة أن طبيعة الفرح والسرور هي انتشار الروح الحيواني وتفشيه، وطبيعة الحزن بالعكس؛ وهو انقباضه وتكاثفه. وتقرر أن الحرارة مفشية للهواء والبخار مخلخلة له زائدة في كميته؛ ولهذا يجد المنتشي من الفرح والسرور ما لا يعبر عنه، وذلك بما يداخل بخار الروح في القلب من الحرارة الغريزية التي تبعثها سورة الخمر في الروح من مزاجه فيتفشى الروح وتجيء طبيعة الفرح، وكذلك نجد المتنعمين بالحمامات إذا تنفسوا في هوائها واتصلت حرارة الهواء في أرواحهم فتسخنت لذلك، حدث لهم فرح وربما انبعث الكثير منهم بالغناء الناشئ عن السرور. ولما كان السودان ساكنين في الإقليم الحار واستولى الحر على أمزجتهم وفي أصل تكوينهم، كان في أرواحهم من الحرارة على نسبة أبدانهم وإقليمهم، فتكون أرواحهم بالقياس إلى أرواح أهل الإقليم الرابع أشد حرا فتكون أكثر تفشيا فتكون أسرع فرحا وسرورا وأكثر انبساطا، ويجيء الطيش على أثر هذه، وكذلك يلحق بهم قليلا أهل البلاد البحرية لما كان هواؤها متضاعف الحرارة بما ينعكس عليه من أضواء بسيط البحر وأشعته، كانت حصتهم من توابع الحرارة في الفرح والخفة موجودة أكثر من بلاد التلول والجبال الباردة، وقد نجد يسيرا من ذلك في أهل البلاد الجزيرية من الإقليم الثالث لتوفر الحرارة فيها وفي هوائها؛ لأنها عريقة في الجنوب عن الأرياف والتلول، واعتبر ذلك أيضا بأهل مصر، فإنها مثل عرض البلاد الجزيرية أو قريب منها، كيف غلب الفرح عليهم والخفة والغفلة عن العواقب حتى إنهم لا يدخرون أقوات سنتهم ولا شهرهم، وعامة مأكلهم من أسواقهم.»

54

ولما كانت فاس من بلاد المغرب بالعكس منها في التوغل في التلول الباردة كيف ترى أهلها مطرقين إطراق الحزن، وكيف أفرطوا في نظر العواقب حتى إن الرجل منهم ليدخر قوت سنتين من حبوب الحنطة ويباكر الأسواق لشراء قوته ليومه مخافة أن يرزأ شيئا من مدخره، وتتبع ذلك في الأقاليم والبلدان تجد في الأخلاق أثرا من كيفيات الهواء، والله الخلاق العليم.»

55

ولدى حديثه عن صناعة الحياكة والخياطة قال: «اعلم أن المعتدلين من البشر في معنى الإنسانية لا بد لهم من الفكر في الدفء كالفكر في الكن. ويحصل الدفء باشتمال المنسوج للوقاية من الحر والبرد. ولا بد لذلك من إلحام الغزل حتى يصير ثوبا واحدا، وهو النسج والحياكة؛ فإن كانوا بادية اقتصروا عليه، وإن قالوا إلى الحضارة فصلوا تلك المنسوجة قطعا يقدرون منها ثوبا على البدن بشكله وتعدد أعضائه واختلاف نواحيها، ثم يلائمون بين تلك القطع بالوصائل حتى تصير ثوبا واحدا على البدن ويلبسونها. والصناعة المحصلة لهذه الملاءمة هي الخياطة.»

56 (12) مؤلف مجهول (القرن ؟)

ذكر مؤلف كتاب «الذخيرة الإسكندرانية» المجهول أن لحرارة أشعة الشمس تأثيرا على النبات سواء بالنسبة لوجودها أو بالنسبة لأنواعها؛ فالأنواع التي تعيش في المناطق الحارة لا تعيش في المناطق الباردة والعكس صحيح.

قال: «وأما تأثير الشمس في النبات وكونها علة لوجودها فأمر ظاهر؛ فإن سائر أنواع النبات على الإطلاق مفتقرة في كمالها إلى الشمس، وأما وجود بعض النبات في بعض البلاد دون بعض فمن النيرين سببه إنما هو اختلاف البلدان والبقاع في الحر والبرد الذي سببه الأعظم إسخان الشمس؛ فإن النخل يوجد في الأراضي الحارة ولا ينبت في البلاد الباردة، وكذلك شجر الأترج والميمونة والموز والبرم وغيرها من الأشجار لا ينبت في البلاد الباردة، وفي الإقليم الأول ينبت الأفاويه الهندية لا ينبت في غيره، وفي البلاد الجنوبية التي وراء خط الاستواء ينبت أشجار وفواكه وأفاويه وحشايش لا يعرف شيء منها في بلاد الشمال، وهذا كله من اختلاف مواقع جريان الشمس بالطلوع والغروب والارتفاع والانخفاض عند صعودها في الجو وهبوطها، فإن اختلاف ذلك سبب تنوع اختلافات كثيرة في الأراضي والبحار والأهوية والمعادن.»

57

Bilinmeyen sayfa