Arap Bilim Mirasında Soğutma
التبريد في التراث العلمي العربي
Türler
99
كما أدرك الجلدكي وجود حرارة كامنة في الماء هي التي تمكنه من الجريان والبقاء في الحالة السائلة وإلا لتجمد، فقال: «اعلم أن الماء لا يخلو من الحرارة، ولو تخلت الحرارة عنه لجمد وصار باردا يابسا، وإنما الحرارة موجبة للحركة؛ ففي الماء من الحرارة بقدر ما فيه من الجريان، ولكنه لما كان معدودا من البسائط الأربع حكم عليه بحكم الأغلب؛ وبهذا المعنى يتقرر أن البسائط على الحقيقة [هي] الطبائع الأربع.»
100 (19) عضد الدين الإيجي (القرن 8ه/14م)
ينقل الإيجي عن الآخرين قولهم بأن البرودة هي عدم وجود حرارة في الأجسام التي تقبل الحرارة، لكن البرودة محسوسة فلا يصح أن نقول عنها إنها عدم، حتى إنها تزيد وتنقص دون المساس ببنية المادة، والأولى أن نقول إن البرودة مضادة للحرارة.
قال الإيجي: «البرودة قيل عدم الحرارة عما من شأنه أن يكون حارا احترازا عن الفلك؛ فالتقابل بينهما تقابل العدم والملكة، ويبطله أنها محسوسة، والعدم لا يحس. لا يقال المحسوس ذات الجسم؛ لأن البرد يشتد ويضعف ويعدم وذات الجسم باقية، بل الحق أنها كيفية مضادة للحرارة الأولى في الحرارة، كما أن الملموسات سميت أوائل المحسوسات لما عرفت كذلك الكيفيات الأربع؛ أعني الحرارة وما يقابلها، والرطوبة واليبوسة سميتا أوائل الملموسات لثبوتها للبسائط العنصرية، وتحصل المركبات منها بتوسط المزاج المتفرع على هذه الأربع، وإنما لم يذكر في العنوان البرودة، مع كونها مذكورة في هذا المقصد، لوقوع الاختلاف في كونها وجودية.»
101 (20) ابن خلدون (القرن 9ه/15م)
عرف ابن خلدون (توفي 808ه/1406م) البرودة على أنها طبع من الطبائع التي تعمل على تجفيف الأشياء وتجميع ما فيها من رطوبة، على عكس فعل وتأثير الحرارة.
قال ابن خلدون: «واعلم أن البارد من الطبائع هو ييبس الأشياء ويعقد رطوبتها، والحار منها يظهر رطوبتها ويعقد يبسها، وإنما أفردت الحر والبرد لأنهما فاعلان، والرطوبة واليبس منفعلان، وعلى انفعال كل واحد منهما لصاحبه تحدث الأجسام وتتكون، وإن كان الحر أكثر فعلا في ذلك من البرد؛ لأن البرد ليس له نقل الأشياء ولا تحركها والحر هو علة الحركة. ومتى ضعفت علة الكون، وهو الحرارة، لم يتم منها شيء أبدا، كما أنه إذا أفرطت الحرارة على شيء ولم يكن ثم برد أحرقته وأهلكته؛ فمن أجل هذه العلة احتيج إلى البارد في هذه الأعمال ليقوى به كل ضد على ضده ويدفع عنه حر النار.»
102 (21) الأحمد نكري (القرن 12ه/18م)
قد يكون القاضي عبد النبي بن عبد الرسول الأحمد نكري (توفي في القرن 12ه/18م) آخر من ناقش مفهوم البرودة من العلماء العرب والمسلمين، إلا أننا نجد في كتاباته بعض التكرار لأقوال السابقين؛ فهو يعرف البرودة بأنها: «كيفية من شأنها تفريق المتشاكلات وجمع المتخالفات.»
Bilinmeyen sayfa