Arap Bilim Mirasında Soğutma
التبريد في التراث العلمي العربي
Türler
وتوجد طريقتان للاستدلال من خلالهما على درجات الحرارة والبرودة؛ إحداهما تجريبية والأخرى قياسية. ويعتبر الاستدلال على الحرارة والبرودة باللون أضعف هذه الطرائق؛ إذ يوجد حواس أخرى يمكنها أن تساعدنا مثل الذوق والشم، ويمكن من خلال ملاحظة تغير حالة الجسم الذي يتعرض للحرارة، حيث تبدو عليه أمارات التكاثف في حالة البرودة أو التخلخل في حالة الحرارة.
قال الإمام: إن «[الحار] قد يقال على ما يحس بحرارته وسخونته كالنار، وقد يقال على ما لا يكون كذلك، بل يكون ظهور تلك الكيفية منه موقوفا على ملاقاته لبدن الحيوان؛ وذلك مثل الأغذية والأدوية التي يقال لها إنها حارة، وكذلك البارد. [ثم] لمعرفة الحرارة والبرودة علامات على هذا الوجه يجمعها طريقان؛ [أحدهما] التجربة [والآخر] القياس، وذلك من وجوه؛ [فإنهم] تارة يستدلون باللون وهو أضعف الطرق وتارة بالطعم وتارة بالرائحة وتارة بسرعة الانفعال وعسره؛ وذلك لأن المتخلخل أسرع انفعالا مما يلاقيه من المتكاثف؛ وذلك لضعف جرمية المتخلخل وقوة جرمية المتكاثف، [وإذا كان كذلك] فالأجسام إذا تساوت في القوام ثم تفاوتت في قبول الحرارة من فاعل واحد، فالذي هو أقبل وجب أن يكون في طبيعته أحر؛ لأنه لما كانت نسبة الفاعل إليها واحدة وقبول الجسم للأثرين واحدا، فلولا اختصاص الأشد قبولا لذلك بما يعاضد الخارجي لم يكن الأثر الحاصل فيه أقوى من الحاصل في صاحبه، [وأما إذا تفاوتت المنفعلات] في القوام فالأقوى قواما إن انفعل بسرعة دل على أن فيه ما يقتضي تلك الكيفية، وأما الأضعف فلا يدل بسرعة انفعاله على شيء لاحتمال أن يكون ذلك لضعف قوامه، [ومما يستدلون به ] حال الاشتعال والجمود وهو أيضا على ما قلنا فان.»
91 (15) سيف الدين الآمدي (القرن 7ه/13م)
كرر الآمدي التعريف الأرسطي للبرودة دون أن يضيف إليه أي شيء: «وأما البرودة فما كان من الكيفيات يجمع غير المتشاكلات ويفرق المتشاكلات.»
92 (16) شهاب الدين التيفاشي (القرن 7ه/13م)
ذكر لنا أحمد بن يوسف التيفاشي (توفي 651ه/1253م) في كتابه «سرور النفس بمدارك الحواس الخمس» كل ما وصل إليه من آراء وأفكار وأشعار وقصص وظواهر تتعلق بالبرد والبرودة، لكننا سنتناول ظواهر البرودة التي رصدها بنفسه ثم نورد ما قيل في ظاهرة البرودة من آراء؛ فعندما أراد أن يصنع طبخة مكونة من السبانخ والبيض طلب من خادمه أن يكسر البيض بعد أن هيأ السبانخ في الوعاء، فلم يستطع الخادم أن يكسر البيض من شدة تجمده؛ فقد أصبح كتلة من الحجر، وعندما ضرب بالبيضة الجدار انكسر حرفه ولم تنكسر البيضة، لكنه تمكن بعد ذلك من تقشيره بالسكين بصعوبة، ثم وضعها في النار ومع ذلك لم تنضج بسهولة. وعندما حدث بعض أهل حران بالقصة قالوا له إنهم أحيانا يقدحون بالبيض فيخرج منه شرار.
قال التيفاشي: «أنا أحكي ما شاهدته بنفسي لا ما أرويه عن غيري، وهي أني لما رحلت إلى الشرق، وعكت بحران في زمن الشتاء، واحتجت إلى عمل مزورة باسفاناخ (سبانخ) وبيض، فطبخ الاسفاناخ وأخذ الغلام بيضا ليكسرها ويعملها في المزورة، فاستعصى كسرها، وأنا أستحثه، فاعتذر بأن البيض لم يكسر، فاستشطت غضبا، فناولني البيضة وقال: اكسرها أنت. فضربت بها جانب الصحفة ضربا خفيفا، على العادة في كسر البيض، فلم تنكسر، فتابعت الضرب وقويته فلم تنكسر، فضربت بها الحائط على أنها تتلف والحائط من طوب كبير له دهر طويل، فصادفت حرف طوبة، فانكسرت الطوبة والبيضة صحيحة، فبهت ونظرت إلى موضع الضربة في البيضة فإذا في القشرة التي لها شقاق خفي كالشعرة، فأدخلت رأس السكين فيه وقلعت القشرة فإذا بالبيضة جامدة، فقلت: ألقها في المزورة. فألقاها ثم غرف المزورة، وإذا ببياض البيضة قد نضج بعض النضج وهو جامد، والصفرة جامدة لينة لم تعمل النار فيها شيئا ، فحدثت بذلك بعض أهل حران، فأخبرني أن البيض عندهم يقدحون به الزناد في الشتاء، فيظهر منه الشرار كحجر الزناد، ويجمد عندهم كل مائع، ولا يشربون الماء إلا بعد أن يسخن. ودخلت آمد في الشتاء فوجدت الثلج يتراكم على الطرق حتى يسد الشوارع، وهم يمشون على الأسطحة ويعبرون الشوارع فوق الثلج.»
93
ثم يحدثنا عن ظاهرة التصاق اليد بالقضيب الحديدي، وهي ظاهرة نشعر بها أحيانا عندما نتناول صيفا مكعبات الجليد الباردة أو نضع ألسنتنا على سطوح معدنية (حديد، ألمنيوم) باردة جدا. طبعا لم يقدم لنا التيفاشي سبب الظاهرة، وهو أنه عندما يكون اللسان أو اليد محاطا بالرطوبة فإن هذه الرطوبة تتكون من الماء (في حالة اللسان تزيد نسبته عن 99,5٪). وعلى الجانب الآخر فإن الأجسام المعدنية الباردة خاصة تعتبر ناقلا ممتازا للحرارة، وعند التصاق اللسان أو اليد بالمعدن البارد فإن البرودة تنتقل بسرعة من المعدن إلى اللسان، ومع أن الجسم يضخ الدم بسرعة للسان لتدفئته، لكن انتقال البرودة من المعدن تكون أسرع، فيتجمد اللعاب الذي يحيط باللسان مما يشكل رابطا جليديا بين اللسان والجسم المعدني البارد. طبعا يمكن فك هذا الارتباط بتدفئة العضو بالنفخ عليه أو بسكب الماء الدافئ فوقه، وهو ما لم يفعله التيفاشي؛ لذلك بقيت أجزاء من جلده على القضبان الباردة.
قال التيفاشي: «وسرت من جزيرة ابن عمر
Bilinmeyen sayfa