Arap Bilim Mirasında Soğutma
التبريد في التراث العلمي العربي
Türler
58
فعلق الطوسي: «يريد إثبات يبوسة النار، واستدل عليها بالصاعقة؛ فإنها - على ما قال ها هنا - تتولد من أجسام نارية فارقتها السخونة، وصارت لاستيلاء البرودة على جوهرها متكاثفة.»
59 (ج) الحالات العكسية
من شأن التغيرات الفيزيائية السير باتجاهين، فيمكننا تحويل الماء إلى بخار بتسخينه، ويمكن تحويل البخار إلى الماء من خلال تكثيفه على سطح بارد، ولا يمكن أن نفسر ظاهرة التكاثف على أنها ارتشاح للماء من داخل الوعاء إلى خارجه. وقد أدرك ابن سينا طبيعة هذا التغير عندما كان يتحدث عن الطبيعة المادية المشتركة بين الهواء (بخار الماء) والماء نفسه، فقال: «قد يبرد الإناء بالجمد، فيركبه ندى من الهواء، كلما التقطته مد إلى أي حد شئت، ولا يكون ليس إلا في موضع الرشح. ولا يكون عن الماء الحار، وهو ألطف وأقبل للرشح، فهو إذن هواء استحال ماء.»
60
هنا علق الطوسي تعليقا مطولا على هذه الإشارة بأن ابن سينا يشير فيها ضمنا إلى وجود طبيعة مادية مشتركة بين بخار الماء والماء، ومثال التكاثف معروف للناس؛ لذلك أورده ابن سينا ليسهل فهمه. وفي شرح الطوسي لفتة مهمة، وهي أن تشكل طبقة بخار الماء على السطح البارد يوقف عملية التكاثف حتى يتم إزالتها؛ ومن ثم تعود وتتشكل طبقة جديدة من الهواء المحيط. وفي حال كان الوعاء حارا فإن عملية التكاثف تتوقف.
لكن الطوسي أخطأ عندما رفض احتواء الهواء في الصيف على بخار الماء، فنحن نعلم حاليا أن محتوى بخار الماء في الهواء عندما تكون نسبة الرطوبة 100٪ تتفاوت من 190 جزءا من المليون في درجة الحرارة (−40° مئوية) إلى 42000 جزء في المليون في درجة الحرارة (30° مئوية).
61
وهذا يعني عكس ما قال؛ أي إن هواء الصيف يحوي على بخار ماء أكثر من هواء بقية الفصول.
قال الطوسي: «يريد إثبات الكون والفساد في العناصر، والاستدلال به على اشتراكها في الهيولى، فنقول: تغيرات الأجسام بصورها لا تقع في زمان؛ لأن الصور لا تشتد ولا تضعف، بل تقع في آن، وتسمى فسادا أو كونا، كما مر ... والشيخ بدأ بالازدواج الذي بين الهواء والماء؛ لأن الكون والفساد بينهما أظهر من الباقية. وهو يشتمل على نوعين؛ أحدهما تكون الهواء من الماء، والثاني عكسه. وكان الأول مشهورا لكثرة المشاهدة؛ فإن انفصال الأبخرة عن الأجسام الرطبة - عند تأثير الحرارة فيها، وانتقاصها بسبب ذلك - ظاهر. فإن قيل: البخار يشتمل على أجزاء مائية، قلنا: نعم، وعلى أجزاء هوائية أيضا لم تكن فيه؛ لأن الهواء لا يستقر في الماء، بل حدث وانفصل بالغليان وغيره. فلشهرة هذا النوع لم يذكره الشيخ.
Bilinmeyen sayfa