Kelam Biliminde Doğaçlamalar: Geçmişten Geleceğe
الطبيعيات في علم الكلام: من الماضي إلى المستقبل
Türler
علم الكلام وضع الطبيعة في نظرية الوجود؛ لأنه لا يريد إلا إثبات الله، وعلم الكلام الجديد سوف يضع الطبيعة في نظرية المعرفة؛ لأنه يريد إثبات وجود الإنسان المسلم في خضم الحياة المعاصرة.
إن الوجود صنيعة الله، والعلم صنيعة الإنسان، الوجود قديم والعلم حادث، الوجود ثابت والعلم متغير، الوجود باق والعلم نام، والوجود حتم والعلم حرية، الوجود مفعول فيه والعلم فاعلية، الوجود كينونة والعلم صيرورة.
وإخراج الطبيعيات من العلم، من مجال الإنسان ووضعها في مجال الألوهية ، هو السبب في انفلاتها من يدي المسلم المعاصر ... المعاصر لعصر أحرز فيه الآخر الغربي سيطرة على الطبيعة تجاوزت كل آفاق الرؤى والأساطير. وغني عن الذكر ما نجم عن انفلات الطبيعة من ضعف وهزائم وتنازل، وتخلف واستنزاف للموارد الطبيعية في استيراد عقيم وتبعية وفقر ودينونة لجلب رغيف الخبز، ثم الاستسلام تلو الاستسلام.
إن السيطرة على الطبيعة قرينة بوضعها في قلب وعلى رأس المشكلة الإبستمولوجية ... نظرية المعرفة. لم يكتف الآخر الغربي بهذا فوضعها في نظرية المنطق ومناهج البحث، التي هي أصلا مدخل لنظرية المعرفة، فكان له ما كان. وفي مجال العلم - المجال الإنساني الخالص - ثمة معامل مشترك، ما هو إنساني عام، وهو أكثر أولية ومبدئية وعمومية من الأيديولوجية؛ إنها آليات العقل العلمي، وحين ننظر إلى حيث انتهى الآخر الغربي، إلى حيث يجب أن نبدأ نحن منه، نجد في مجال العلم أيضا الحوار والاشتباك بين الحضارات، ونجد التحدي الحقيقي والإنجاز الذي يأتي بأقوى إثبات للذات الحضارية، أصدق تحقيق للأيديولوجيا. ثمة تنافس وصراع، الانتصار فيه ... أو حتى مجرد القدرة على اقتحام حلبته، هي عند الله وعند الناس خير وأبقى.
أما الوجود فهو مجال التمايز بين الحضارات، مجال الأصالة والخصوصية. لكل حضارة عالمها وأنطولوجيتها، حذف الآخر الغربي الألوهية من جل توترات سؤاله الحديث عن الوجود. وخصوصية حضارتنا في تميز أنطولوجيتها بآفاق الألوهية، منذ هبوط الوحي فيها. إن خصوصيتها الحضارية الثمينة حقا في أنطولوجيا ذات أبعاد إلهية، إنها نظرة أنطولوجية إسلامية، من الصعب أن نتنازل نحن عنها - نحن ضمير الجماعة بأيديولوجيتها المتميزة - لتظل الألوهية معلم حضارتنا ووهجها الذي يشع أبعادا دفيئة، افتقادها في حضارة الآخر الغربي أصبح يستصرخ أديم الأرض. ثم تأتي العلاقة بين الوجود والمعرفة لتجعل ذلك التميز الحضاري الأنطولوجي ينعكس بشكل ما في نظرية المعرفة. •••
الطبيعيات الكلامية إلهية أنطولوجية، ونحن نريد أن نجعلها إنسانية إبستمولوجية؛ لأن إبستمولوجية الطبيعيات الآن على وجه التحديد والتعيين الشديد هي الحلبة الكبرى للفعالية الإنسانية، والتغير المتوالي والتقدم المطرد.
ولن يجدينا في هذا ترقيع ولا تنقيح ولا استبدال مصطلحات بأخرى ، ما دامت الطبيعة كائنة في قلب نظرية الوجود، لن ينفعنا أي استئناف كان لطريق الأقدمين.
لا بد من قطيعة معرفية لطريقهم وشق طريق جديد كل الجدة، توضع فيه الطبيعيات في قلب المشكلة المعرفية ... في سويداء نظرية العلم.
ولكن ... كيف؟ تلك هي المهمة المنوطة بعلم الكلام الجديد، إن أريد له أن ييمم الأبصار شطر المستقبل.
الفصل الخامس
Bilinmeyen sayfa