Kelam Biliminde Doğaçlamalar: Geçmişten Geleceğe
الطبيعيات في علم الكلام: من الماضي إلى المستقبل
Türler
شهد علم الكلام مصنفين هامين مخصصين لمبحث الجواهر والأعراض؛ وهما «التذكرة لابن متويه» من القدماء، و«التحقيق التام للظواهري» من المحدثين. والحق أن «التذكرة» نموذج للبحث المنهجي المستقصي لموضوعه، والمحيط بأطرافه برؤية واضحة وأفكار مرتبة وعبارة مستقيمة، فيكشف عن نضج واقتدار يفوق ما يتكشف في كثير من نصوص الحكمة. ولأنه أكمل عرض للطبيعيات الكلامية، فإنه يحوي أوجز صياغة لنظرية الوجود. يقول ابن متويه:
اعلم أن المعلومات أجمع لا تخرج عن قسمة تتردد بين النفي والإثبات، فإما أن تكون لها صفة الوجود وهو المعبر عنه بالموجود، أو أن لا تكون لها صفة الوجود، وهو المعبر عنه بالمعدوم. والذي له صفة الوجود فإما أن تكون حاصلة له عن أول، أو لا عن أول، وهذه القسمة كالأولى، فالذي لا أول لوجوده ليس إلا القديم وحده عز وجل، والكلام فيه وفي صفاته ينفرد عن الكلام في غيره من المعلومات، فلا نجمع بينه وبينها في الذكر إعظاما له تعالى، والذي لوجوده أول وهو المعبر عنه بالمحدث، وهو ينقسم إلى ما يتحيز عند الوجود، وإلى ما لا يتحيز عند وجوده، فالأول وهو الجوهر والثاني هو العرض.
47
فتلك هي النظرة الكلامية الشاملة لمجمل الوجود، التي تحتوي حتى على العدم، أو بالمصطلحات الفلسفية الحديثة : للوجود ككل أو الوجود بما هو كذلك. إنه وجود قديم أزلي أبدي أحدث وجودا هو العالم، العلامة البينة عليه والتي انحلت إلى جواهر وأعراض إمعانا في أدائها لهذا البيان. «ولا موجود بعد الله إلا الجواهر الجسمية وما يقوم بها من أعراض»
48 (= الطبيعيات)، ويمكن التمثيل لهذه النظرة الأنطولوجية بالشكل الآتي:
هذا الوضع للطبيعيات/الجواهر والأعراض في قلب نظرية الوجود هو الذي أدى - وكان لا بد وأن يؤدي - إلى جعلها طبيعيات إلهية أو متجهة نحو الإلهيات، ولا مندوحة عن هذا؛ لأننا حضارة مركزها الوحي/النص. والواقع أنه لم يحدث أصلا فصل بين نظرية الوجود وبين الإلهيات في مقدمات علم الكلام إلا في المصنفات المتأخرة بعد مرحلة النضج.
لذا فكثير ما يستحيل التفرقة بين الطبيعيات وبين الإلهيات بمصطلحات الكلام: التوحيد. وتحت عنوان التوحيد يناقش المعتزلة حدوث العالم قبل نفي الصفات.
49
وها هو ديوان الأصول للنيسابوري المعتزلي يحمل عنوان «التوحيد»، في حين أن أربعة أخماسه حول الطبيعيات - الجواهر والأعراض والجسم المحدث - أخيرا يتلوها باب: القول في نفي الصفات.
50
Bilinmeyen sayfa