أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الأبيوردي، سكن بغداد، واشتغل على الشيخ أبي حامد وبرع في الفقه وولي القضاء بالجانب الشرقي بمدينة المنصور، وكانت له حلقة للتدريس والفتوى، بجامع المنصور، وقال الخطيب في تأريخه، كان شاعرا، فصيحا، حسن الاعتقاد، يصوم الدهر متجملا في فاقة، يقال إنه مكث سنين لا يقدر على شراء جبة يلبسها. ويقول لأصحابه بي علة مانعة، من لبس المحشو. توفي في جمادى الآخرة، سنة خمس وعشرين وأربعمائة، وله ثمان وستون سنة.
73 - الفقيه أبو إبراهيم
الفقيه أبو إبراهيم، ذكره القاضي حسين في كتاب الطلاق من «تعليقته»، فقال: لو قال أنت طالق أقل من طلقتين وأكثر من طلقة، فقد وقعت هذه المسألة بنيسابور، فأفتى بها الشيخ أبو المعالي بوقوع طلقتين، ومدركه طاهر، وأفتى فيها الفقيه أبو إبراهيم بوقوع الثلاث لأنه إذا قال: أقل من طلقتين فيكون طلقة وشيئا وأن قال أكثر من طلقة تقع طلقتان فيكون المجموع ثلاث طلقات وشيئا، فتقع الثلاث قبل فرجع الشيخ إلى قوله الفقيه.
قلت: والصواب الأول، لأن قوله أكثر ليس انشاء طلاق، بل هو عطف على التفسير للمصدر المحذوف، وهو قوله أقل فيكون المجموع تفسيرا، والتقدير: أنت طالق طلاقا أقل من طلقتين وأكثر من طلقة، وهذا المجموع لا يزيد على طلقتين قطعا، وفي المسألة زيادة بحث ذكرناه، في «تخريج الفروع على القواعد النحوية».
74 - الحاكم الأستراباذي
Sayfa 53