مولى آل طلحة بن عبيد الله التيمي، وكنيته أبو نعيم، من أهل الكوفة، كان شريكا لعبد السلام بن حرب في دُكّان واحدٍ يبيعان المُلَاء، ولذا يقال له: المُلائِي (^١)، وسمع أبو نعيم: الأعمش، ومسعر بن كدام، وابن أبي ليلى، ومالك بن أنس، والسفيانين، وشعبة بن الحجاج، والحمادين، وزهير بن معاوية، وشَرِيك بن عبد الله (^٢)، وغيرهم، يقول عن نفسه: كتبت عن نيف ومائة شيخ ممن كتب عنه سفيان الثوري (^٣). وقال الذهبي: عدد شيوخه في التهذيب مئتان وثلاثة أنفس (^٤).
وروى عنه: أحمد بن حنبل، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نُمَير، وإسحاق بن راهويه، وزهير بن حرب، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، والبخاري، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، ويعقوب بن شيبة وغيرهم (^٥).
قال الذهبي: حدث عنه البخاري كثيرًا وهو من كبار مشيخته وروى هو والجماعة عن رجل عنه (^٦).
وقد كان لأبي نعيم، موقف مُتَميّز ومُشَرِّف في المحنة، حيث أنه ثبت ولم يجب كما أجاب غيره، ولما أدخل على والي الكوفة ليمتحنه قال: أدركتُ الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ، الأعمش فَمَنْ دُونَه يقولون: القرآن كلام الله، وعنُقِي أَهْوَن عندي من زري هذا (^٧)، ولهذا قال الإمام أحمد: شيخان
_________
(^١) المصدر السابق: ١٢/ ٣٤٦.
(^٢) نفس المصدر والصفحة.
(^٣) المصدر السابق: ١٢/ ٣٤٨.
(^٤) سير أعلام النبلاء: ١٠/ ١٥٤.
(^٥) تاريخ بغداد: ١٢/ ٣٤٦.
(^٦) سير أعلام النبلاء: ١٠/ ١٤٥.
(^٧) تاريخ بغداد: ١٢/ ٣٤٩.
1 / 36