============================================================
حرف العين إن شاء الله تعالى ويروى عن الفقيه أحمد بن سليمان الحكمي المفتي بمدينة زبيد أنه قال: لما سمعت حديث تقبيل قدم الفقيه اسماعيل وقع في نفسي من ذلك شيء، ثم اتفق أني قصدت الفقيه الى منزله بزبيد لقصد السلام والزيارة، فلما دخلت عليه قال: مرحبا بك، جئت لتقبل قدمي، ثم مد رجليه فقبلتهما. قال الامام اليافعي: وكان الجلة من العلماء يقبلون قدمه.
أخبرفي الفقيه جمال الدين. الامام نجم الدين الطبري أنه زاره هو وجده الامام العلامة محب الدين الطبري، وانهما قبلا قدمه قال: وأخبرني القاضي نجم الدين المذكور انه بلغ أهل مكة ان الفقيه اسماعيل الحضرمي توفي. وكان الفقيه الكبير أحمد بن موسى بن عجيل يومئذ بمكة، فقال: أرجو من الله تعالى أن نفديه بمائة فقيه، ثم جاء الخبر بعد ذلك ان الفقيه اسماعيل حي لم يمت. قال الامام اليافعي: قال القاضي نجم الدين: وكان الفقيه أحمد مع جلالة قدره وشهرته يتأدب مع الفقيه اسماعيل ويقول نحن محبون وهو محبوب. وقال الفقيه أحد بن أبي الخير: كان الفقيه اسماعيل قد يزح مع الأصحاب في بعض الأحيان، فقلت في نفسي: الصالحون يكونون على هذا الحال، فطلبني الى بيته بين المغرب والعشاء وقال لي: يا أحمد الناس يظنون ان الصالحين اذا تكلموا مع الناس ومزحوا يسترسلون معهم ليس كذلك، بل قلوبهم مع الله تعالى وكان للفقيه اسماعيل نفع الله به كلام في الحقائق مشهور مدون، من ذلك قوله: البدار البدار دع التعللات، فالطريق واضح، والباب مفتوح، وليس على الباب حجاب سواك وقال: أيضا ان أحببت مزاحمة الرجال فأعدى عدو لك نفسك التي بين جبيك، فخذ بقوائمها الأربع وارمها عجلا الى مذبح القريان، وامرر بسكين عزمك الماضية على أوداجها الطاغية، وأسل دم الشهوات ودعها تضطرب في دمائها ولا تأخذك بها رأفة في دين الله عسى أن تكون من المفلحين.
Sayfa 99