============================================================
متصرفا في المملكة، فأدى اجتهاد كل واحد منهما أن صاحبه مخطيء يستحق التاديب والله أعلم.
وكان للشيخ أحمد المذكور رحمه الله تعالى شعر على طريقة القوم، فمن ذلك قوله: شافع نافع محب قديما في جميع المحبين والاخوان ملزم للأنام بالسيد مني من راني ومن رأى من راني وقال من أبيات له: قد كان ذلك في الزجاجة باقيا وأنا الوحيد شربت ذاك الباقي وكان له أيضا كلام منثور في التصوف، مدون في كتاب يوجد في ناحية بلده، يدل على فضله وكماله نفع الله به، وكانت وفاته لبضع وتسعين وستمائة رحمه الله تعالى ونفع به امين.
أبو العباس أحمد بن عمر الزيلعي العقيلي الهاشمي العلقب بسلطان العارفين صاحب المحمول، وهي قرية من ساحل البحر من قرى الوادي مور، كان المذكور من كبار عباد الله الصالحين والأولياء المقربين ومن أعظمهم مجاهدة وعبادة وزهادة، وكان له مع ذلك معرفة تامة في العلوم لا سيما علم الحقائق، وله فيه مصنف حسن سماه كتاب ثمرة الحقيقة ومرشد السالكين إلى أوضيح الطريقة، يدل على تمكنه في هذا العلم وكمال معرفته، يقال: إن خروجه من بلده بر العجم وسنه يومئذ سبع عشرة سنة، فجاء إلى هذه الناحية المذكورة وكان يختلي في مواضع متعددة منها، وكان يمر عليه الخمسة الأشهر والستة الأشهر ما يرى مضطجعا وكان يمكث الأيام العديدة لا يأكل ولا يشرب، بل لا يزال مستغرقا في العبادة والذكر، ثم فتح عليه بعد ذلك ونال مرتبة عظيمة وأقيل عليه الناس من كل ناحية، وكاتت له زاوية بقرية المحمول وأخرى بقرية اللحية بضم اللام الثانية على
Sayfa 74