============================================================
شض قائم عندي، رأسه يكاد بمسح السحاب ونوره يخطف الأبصار، فأطرقت رأسي وغمضت عيني فقال: يا صياد إن الملائكة يستغفرون لأهل زبيد، فقلت: لوجه ربي الحمد، وعلمت أن ذلك الحصار عقوبة لهم لكثرة ذنوبهم وان الله يريد آن يمحوها عنهم وحكى الشيخ ابراهيم بن بشارة، أنه كان يوما عند الشيخ الصياد في حلقة قال: فدخل علينا القاضي أبو بكر بن أبي عقامة فتحدث مع الشيخ ساعة ثم قال للجماعة: اشهدوا على شهادت وعن شهادتي أني أشهد أن هذا الشيخ مر يوما وأتا في جماعة، فقام له الجماعة وقمت موافقة لهم، فلما ذهب قلت للجماعة: أما تستحيون من الله تعالى تقومون لرجل أمي؟ فتكلم بعضهم في حقه وعظمه، فقلت: والله لو سئل عن مسألة ذكرها الغزالي في البسيط والوسيط ما عرفها، ثم بعد ساعة أقبل الشيخ راجعا ولم يقم من مجلسنا أحد، فقام له الجماعة وقمت موافقة لهم فقال: يا قاضي كأني ببعض الناس يقول: تقومون لرجل أمي لو سئل عن مسألة ذكرها الغزالي في البسيط والوسيط ما عرفها، والله اني لأعرفها وهي كذا وكذا، ثم تكلم وذكر المسألة التي عنيت من أولها إلى اخرها اشهدوا علي اني أشهد بهذه الشهادة، قال: فتبسم الشييخ نقعنا الله به وكراماته ومكاشفاته من هذا القبيل كثيرة.
وكان رحمه الله تعالى له كلام حسن في الحقائق فمن ذلك قوله وقد سئل هل العارف أعلى أم المحب؟ فقال: بل العارف، لأن المحب مشغول بالمحبة والعارف مشغول بالمحبوب، وقال نفع الله به: العارف متعلق بالحقيقة فإن سقط وقع في الشريعة. وقال نفع الله به: قال بعض المشايخ: خطر بقلبي ان الحقيقة قد تخالف الشريعة، فسمعت هاتفا يقول: يا فلان كسل حقيقة تخالف الشريعة فهي باطل، وقال رحمه الله: العارف مع الخلق بأركاته ومع الحق بجنانه، وقال: العارف مفارق لمضجعه وهو نائم، وناطق وهو صامت، وحاضر وهو غائب، وقال: العارف مثل الطفل لا يهم بشيء. وقال: العارف يشهد له
Sayfa 67