============================================================
وسيأتي ذكر ذلك في ترجمته إن شاء الله تعالى ولما بلغ الفقيه اسماعيل عشرين سنة، قصد للشفاعات عند الملوك والعرب وغيرهم، وقبلت كلمته قبولا تاما، ونفذ تصرفه وأقبلت عليه الدنيا من غير كلفة، وأكثر من الازدراع في كل ناحية من أودية اليمن، من سهام إلى الوادي لحج حتى في الحبشة على ما يقال، وكان إذا أحيا من الأرض موضعا غير معمور لم تأت عليه مدة يسيرة إلا وقد عمرت تلك الناحية جميعها وسكنها الناس. وكان رحمه الله كثير الاطعام لا سيما في أيام الجدب. أخبرني جماعة من الثقات انه اجتمع عنده في ليلة من الليالي نحو ثلاثة الاف نفس، وذلك في سنة أربع وعشرين وثمانمائة التي حصل فيها الغلاء العظيم حتى بلغ الطعام كل ربيعة ونصف بكيال زبيد بدرهم عشرة قراريط، وبالجملة فيما كان إلا حسنة من حسنات الدهر، وكانت وفاته سنة ثمان وعشرين وثمانائة وعمره يوميذ سبعون سنة رحمه الله تعالى.
أبو إسحاق إبراهيم ابن الفقيه الكبير مد بن عمر بن حشيى وسيأتي ضبط هذا الاسم في ترجمة والده إن شاء الله تعالى. كان المذكور فقيها عالما عابدا زاهدا، قام بالموضع بعد أبيه قياما مرضيا، وسلك طريقه علما وعملا، وكانت له كرامات ظاهرة وآثار سائرة.
يحكى انه أرسل بولد له صغير يقال له محمد، إلى نخل الوادي زبيد مع اعة من أصحابه، فلحقهم في الطريق عطش عظيم حتى كاد ولد الفقيه يهلك فقالوا: يا فقيه ابراهيم، إن كان ثم غارة فالساعة، قالوا: فما أتممنا كلامنا إذ بصاحب جمل يركض ومعه جرة من الماء، فلما وصل الينا آناخ الجمل وشرب ولد الفقيه ابراهيم حى روي وشربنا معه، فلما رجعوا البلد أخبروا الققيه ابراهيم بما اتفق لهم، فقال لهم: ذاك الماء والله من بئر كريس، يعني بثرا معهم في البلد، يشير انه ما أغاثهم إلاهو وانه كشف له عن حالهم، وله غير ذلك من الكرامات الظاهرة. وكان له عدة أولاد منهم محمد هذا، كان رجلا
Sayfa 50