============================================================
الضحى، وقد تقدم ضبطها في ترجمة ولده الفقيه إسماعيل نفع الله بهما.
ومن كراماته ما حكاه الإمام اليافعي قال: بلغني أن بعض الأئمة الأشراف استولى على جبال اليمن، وأراد النزول إلى تهامة، فكتب الشيخ أبو الغيث بن ميل إلى الفقيه محمد بن إسماعيل الحضرمي، يقول له: قد عزمت على النقلة عن بلاد اليمن من أجل ظهور الفتن، فهل لك أن توافقني على ذلك، فكتب إليه الفقيه يقول: إني كثير العيال والأهل والأقارب، ولا يمكنني الانتقال بهم، ولا يمكنني أن أنتقل وأتركهم، ولكن علي أن أحمي جهتي وعليك أن تحمي جهتك، فقال الشيخ: صدق الفقيه، فاتفق قتل الشريف أو موته عقب ذلك، هكذا حكاه الإمام اليافعي على الشك في قتله أو موته.
وكان الفقيه محمد المذكور باذلا نفسه كثير السعي في قضاء حوائج الناس إلى المسافة البعيدة اليومين والثلاثق وقد يخرج مع شخص في حاجته فيعارضه اخر فيمشي معه لحاجته قبل أن يصل إلى منزله، وكان إذا وصل إلى مدينة زبيد يكث زيارة تربة الشيخ أحمد الصياد ويطيل الوقوف عندها، نفع الله بهما، وكانت وفاته سنة إحدى وخمسين وستمائة، وحضر دقنه الشيخ أبو الغيث بن جميل، وأنزله في لحده ووقف عنده ساعة طويلة، ثم خرج وقال: الحمد لله ما هو إلا أن دعي فأجاب، نفع الله بهما وبسائر عباده الصالحين امين.
ابو عبدالله محمد بن يوسف الضجاعي المعروف بالضري لأنه ولد أعمى مطموس العينين لا شق هما، كان إمامأ كبيرا عالما عاملا عارفا كاملا، انتفع به جمع كثير من الأنام، وتخرج به جماعة من العلماء الأعلام كالفقيه علي بن قاسم الحكمي المقدم ذكره، ولحسن معتقده فيه سمى ولده محمد الضجاعي باسمه حتى غلب هذا الإسم على ذريته، فلا يعرفون إلا ببني الضجاعي وبطل عنهم اسم الحكمي، وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة الفقيه علي بن قاسم الحكمي نفع الله به، وكان للفقيه محمد المذكور كرامات كثيرة. منها أنه كان
Sayfa 280