227

============================================================

أبو الحن علي بن صالح الحضرمي كان فقيها عالما مقرتا محققا، غلب عليه علم القراءات حتى كان يعرف بالمقرىء، وكان مشهورا بالصلاح آمرا بالمعروف ناهيا عن المتكر، يشدد في المنكرات على الملوك فمن دونهم لا تأخذه في الله لومة لائم.

اتفق في بعض الأيام ان صادف خادما من خدام الملك المجاهد الرسولي، وهو داخل المدرسة التاجية المعروفة بمدرسة القراء، إذ كان مدرسا بها، ومع الخادم المذكور شيء من الات اللهو يحمله وقد لفه بثوب حرير قاصدا به السلطان وهو إذ ذاك بالمنظرة التي عند المدرسة المذكورة، فلم يتمالك الفقيه أن أخذ العود من يد الخادم وضرب به جدار المدرسة حتى كسره، فذهب الخادم يبكي، فلما علم السلطان بذلك سجد شكرا لله تعالى وقال: الحمد لله الذي جعل في زماني من ينكر المنكر على الملوك ولا يبالي.

ويروى آنه دخل مرة على الملك المجاهد وعنده كتاب أهداه له بعض المبتدعة، يذكر فيه مذاهبهم الفاسدة، فلما وقف عليه الفقيه تعب من ذلك واسترجع وبرىء الى الله تعالى مما احتوى عليه هذا الكتاب وممن يعتقده، وكان الذي أهداه حاضرا فرده عليه السلطان وأمره باتلافه، فاتفق في بعض الأيام ان مر الفقيه لبعض حوائجه بياب منزل الرجل المبتدع وهو قاعد على الباب، فطلب من الفقيه أن يكرمه بالدخول الى منزله ولازمه على ذلك، فاعتذر منه ولم يساعده الى ذلك، فأعطاه تمرا ملوزا مسموما فلما طعم منه الفقيه حبة واحدة اح بالضرر من ساعته، وكان ذلك سبب موته رحمه الله تعالى امين.

أبو الحن علي بن موسى الجبرتي الفشلي كان فقيها عالما صالحا حصلت له جذبة من جذبات الحق، وكان يعتريه في بعض الأوقات ذهول، وتظهر منه أشياء من المكاشفات تدل على ولايته وتمكنه،

Sayfa 227