============================================================
ابو محمد زريع بن محمد الحداد وهو بتقديم الزاي المضمومة، تصغير زرع، مسكنه قرية النظارى بجهة بعدان، كان المذكور شيخا عارفا عابدا مجتهدا صاحب كرامات. منها أنه كان يمسك القطعة الحديد وهي تشتعل نارا فلا تضره، وسبب ذلك أنه كان في أيام شبابه قد راود بعض نساء أهل القرية عن نفسها، وكانت في غاية الحسن والجمال، فكرهت، ثم بعد مدة نالتها ضرورة فأرسلت إليه تطلب منه المال الذي كان بذله، فوافقها على ذلك وجاء بالمال، فلما قرب منها رآها كأنها سعفة في ريح عاصف، فقال: ما شأنك ؟ فقالت: هذا شيء لم أكن أعرفه ولا أنا من أهله، وانما الضرورة دعتني الى ذلك، فتركها وخرج عنها ووهب لها المال، وتاب الى الله تعالى، فقالت له: زحزحك الله عن النار كما زحزحتني عنها، فاستجاب الله دعوتها ببركة صدق توبته، فكانت النار لا تضره، ثم صحب الصالحين بعد ذلك واشتغل بطريق العبادة، وظهرت عليه كرامات كثيرة، وكان بينه وبين الشيخ سعيد بن منصور الآتي ذكره إن شاء الله تعالى صحبة ومودة، واتتفع به نفعا كثيرا، وكانت وفاته لنيف وستين وستمائة تقريبا رحمه الله تعالى.
Sayfa 137