إنهم لا يمثلون أمتنا، هؤلاء المتهافتون، ولئن انبرى أحد أبناء هذه الأمة لمخاطبتك؛ فلأنك ما أنت بالغريب البعيد عنا، إنك من حراء اللغة التي تكتب بالقلم
اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم .
أنت من أمة كانت لها عزتها، وما هانت سيادتها، يوم قالت الدنيا في رسولها:
وراودته الجبال الشم من ذهب
عن نفسه، فأراها أيما شمم
وأنت يا سعود، مواطن دولة عربية، هي إحدى دول العالم العربي الذي نشيد، والذي من أجله شئنا جبهة عربية نتجند في متاريسها.
وإن شرد من هذه الرسالة قول ما هو من مألوف من عبارات الترحيب؛ فعذرنا أننا من أبناء الحياة، الذين جعلوا أقصر المسافات تلك التي لا تفصل قلوبهم عن شفاههم، وأن هذا الكلام الذي يصاغ من أجلك، يخط وأطياف الشهداء ماثلة توحي، وصراخات المتشردين تدوي، وعيون أحرارنا من الأسرى والمبتعدين تحملق بكم وبنا، وأعداء لأمتكم وأمتنا - مغتصبو أرضنا - رابضون بينكم وبيننا - أعداء كواسر جاعت موائدهم، وشبعت معاقلهم؛ فهم متحفزون للوثوب عليكم وعلينا.
كل هؤلاء، وكل هذا، يجعل من واجبكم الإصغاء، كما يجعل من واجبنا إرسال النداء.
نحن لا نذكر الكارثة لنستدر دمعة، نحن لا نؤمن بالتحسر، ولا بالعتاب.
فذكر إن نفعت الذكرى
Bilinmeyen sayfa