بسم الله الرحمن الرحيم
فاتحة الكتاب
الحمد لله، خالق الكون على نظامٍ محكم ٍ متين، والصّلاة والسّلام على أنبيائه العظام، هداة الأمم إلى الحقّ المبين، لاسيما منهم على النبيّ العربيّ الذي أرسله رحمة ً للعالمين ليرقى بهم معاشًا ومعادًا على سلّم الحكمة إلى علّيين.
أقولُ وأنا مسلم عربي مضطر للاكتتام شأن الضّعيف الصّادع بالأمر، المعلن رأيه تحت سماء الشرق، الرّاجي اكتفاء المطالعين بالقول عمًّن قال: وتعرف الحقّ في ذاته لا بالرجال، إنني في سنة ثماني عشر وثلاثمائة وألف هجرية هجرتُ دياري سرحًا في الشّرق، فزرتُ مصر، واتخذتها لي مركزًا أرجع إليه مغتنمًا عهد الحرّيّة فيها على عهد عزيزها حضرة سميًّ عم النّبي (العباس الثاني) النّاشر لواء الأمن على أكناف ملكه، فوجدتُ أفكار سراة القوم في مصر كما هي في سائر الشّرق خائضةٌ عباب البحث في المسألة الكبرى، أعني المسألة الاجتماعية في الشّرق عمومًا وفي المسلمين خصوصًا، إنما هم كسائر الباحثين، كلّ ٌ يذهب مذهبًا في سبب الانحطاط وفي ما هو الدواء. وحيثُ إني قد تمحّص عندي أنّ أصل الدّاء هو الاستبداد السّياسي ودواؤه دفعه بالشّورى الدّستورية. وقد استقرَََّ فكري على ذلك -كما أنّ لكُلّ نبأ مستقرًا- بعد بحث ثلاثين
1 / 8