Din ve Hayat Üzerine Düşünceler
تأملات في الدين والحياة
Türler
وهم لا يرهبون الموت، ولكن ما قيمة أن يسلموا رقابهم لأعداء يزيدون عليهم سبعين ضعفا؟ ثم ما فائدة الإسلام من مثل هذه المعركة البعيدة عن حدوده الأولى؟ وما ضرر الكفر من ضحاياه القلائل فيها؟. لا شىء...
ومن ثم قرروا أن يكتبوا إلى النبى صلى الله عليه وسلم يستشيرونه، ويطلبون نصحه وتوجيهه، غير أن عبد الله بن رواحة- وكان شاعرا جياش الإحساس- وقف بين أفراد الجيش يخطب قائلا : "يا قوم.. والله إن التى تكرهون التى خرجتم إياها تطلبون، الشهادة! وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذى أكرمنا الله به. فانطلقوا فما هى إلا إحدى الحسنيين: إما ظهور، وإما شهادة".
فقال الناس: صدق والله، وساروا...
ولا شك أنك لا تنتظر عراكا حقيقيا فى مثل هذه الحال. وقد تشتبك القلة بالكثرة، وتنتصر الأولى على الأخيرة، بل إن أكثر انتصارات المسلمين كانت من هذا القبيل، ولكن للكثرة التى تبلغ سبعين ضعفا شأن آخر، فإن أقصى ما أمر القرآن به أن يثبت الواحد للعشرة لا للسبعين، ومع ذلك فقد سارت موجة الحماسة فى الجيش كله، وأثرت فيه مقالة ابن رواحة الذى كره أن يقول له المسلمون ولإخوانه ساعة الوداع: "ردكم الله سالمين ".
فقال ردا عليهم
لكننى أسأل الرحمن مغفرة وضربة ذات طعن تقذف الزبدا
* * *
* فى الميدان:
ماذا ينتظر المرء إلا أخبار التضحية البالغة فى هذه المعركة؟ ومصارع أبطالها واحدا بعد الآخر. قاتل زيد تحت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم فجالد القوم مجالدة عنيفة حتى تخرق جسده فى مشتبك رماحهم المتكاثرة!
ثم حمل الراية من بعده جعفر فلما اشتد القوم اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم واجه الأعداء مقبلا عليهم بعزمه وجهده، فما هى إلا لحظة حتى أصيب ببضع وثمانين ضربة فاضت على آلامها روحه! !
Sayfa 209