Gün Gün Düşün: Bilinçli Yaşamak İçin 25 Ders
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
Türler
لا يحتمل المستسلمون لليأس والقلقون قبول غياب السعادة المتكرر، ومن ثم فهم يرفضون الاستسلام لها، وإلى كل ما هو جيد في حياتنا؛ لأنهم يعرفون أن ذلك لن يدوم. إنهم على حق لأنها لا تدوم. ولكن، أليس علينا أن نتذوق الفرح أكثر لأنه سيغادرنا حتما؟ لدينا الخيار بأن نكون سعداء لفترة وأن تغادرنا هذه السعادة، أو أن نحرم منها للأبد؛ أن نتنفس السعادة لوهلة، وأن نعاني من ألم متشنج لنمنع عن أنفسنا قدوم السعادة ومن ثم غيابها بعد لحظة. بالنسبة إلي، فأنا قد أخذت قراري. فماذا عنك؟
أثبت العلم أننا حين ندرك أننا نعيش لحظات سعادة أخيرة، فإن فرحنا بعيشها لا ينقص وإنما يصبح أكثر تعقيدا. إنه يزداد كثافة؛ يصير أكثر حدة، أكثر وعيا. ولكنه يبقى فرحا؛ فرحا هشا، يسكن صميم مأساة الحياة، دون أن ينكرها، ولكن دون أن يستسلم لها أيضا. إذن ، هل السعادة فكرة تراجيدية؟ بالطبع!
السعادة وسط الحزن
لماذا يرتبط الفرح دوما بغياب المعاناة واللاوعي؟ لماذا لا يوجد أيضا إلى جانب الجزء الحزين من الحياة؟ إننا نتمرن في التأمل بالوعي الكامل على تلقي وقبول كل شيء؛ الآلام ولحظات السعادة. نتعلم أن نحتمل ونستقبل التجارب الصعبة، الهشة والمزعجة، كما في حياتنا الحقيقية؛ ليس تلك الحياة التي نحلم بها، بل تلك التي نعيشها فعلا؛ تلك التي تفرض نفسها علينا وتعري أحلامنا. ومن حظنا أنها تفرض علينا نفسها؛ فهي الشكل الأكثر إثارة.
في الفرح أيضا، ومرة أخرى لا يدفعنا التأمل إلى الهروب من العالم، وإنما إلى استقباله بشكل أفضل كما هو. والحقيقة هي أن الفرح والحزن يبقيان في معظم الوقت جنبا إلى جنب؛ كالظل والضوء. وما من شك أن هذا ما كان يعنيه ألبير كامو عندما كتب: «لا أريد بعد الآن أن أكون سعيدا، وإنما فقط أن أكون واعيا.» سنحاول إذن أن نجمعهما معا، وأن نعمل على وعينا، ليس لكي يستعيض عن السعادة وإنما ليقوم بتوضيحها وتكثيفها وإدخالها عالمنا. هذا ما يسميه أندريه كونت-سبونفيل «الحكمة»: «تكمن قمة السعادة في قمة الإدراك.»
أتذكر تلك الدراسة الرائعة، التي تظهر أن الأشخاص الذين يمرون بحالة حداد ويستطيعون أن يبتسموا عند ذكر شريكهم الغائب («أي معاناة هذه أنني فقدته! ولكن أي سعادة هذه أنني عرفته!») هم الأشخاص الذين سيتحسنون أكثر من غيرهم بعد عامين من الفقد، وذلك لقدرتهم على حماية سعادتهم من الغرق في بحر ألمهم. إنهم قادرون على فهم أن الحياة تؤخذ بكليتها، وأن التعاسة لا تلغي كل لحظات السعادة الماضية، ولا تأخذها منا. هذا لأننا قد اكتسبنا لحظات السعادة تلك إلى آخر العمر، ولدينا الحق لأن نبكي ونبتسم في نفس الوقت. هذا لأننا قبلنا بهذا العالم، وقررنا أن نحبه بكل قوتنا.
علينا أن نستسلم ونحن في حزننا لقصاصات السعادة؛ حتى لو كانت قصيرة، حتى لو كانت هي نفسها ملفعة بالحزن، ولو كانت مجزأة.
لقد قررنا أن نحبه كما أحببنا مدينة البندقية بكل طاقتنا، هذه المدينة التي تهرم منذ قرون عديدة وستختفي يوما تحت البحر.
لقد قررنا أن نحبه كما أحببنا من كل طاقتنا إتي هيليسم التي حبست في معتقل فيستربورك، أول معتقلات الموت، والتي كتبت: «الحياة والموت، الألم والفرح، تشققات الأقدام المؤلمة والياسمين خلف البيت، الاضطهاد، الأعمال الوحشية التي لا تحصى، كل ذلك يقبع داخلي معا، ويشكل كلا قويا أقبله ككل لا يتجزأ.»
لقد قررنا أن نحبه كما أحببنا بكل طاقتنا يفجينيا جينزبورج وهي في قاعة المحكمة السوفيتية التي جرت إليها دون أن تفهم بماذا يتهمونها، وأخذت تنظر إلى الخارج وهي تنتظر حكم الإعدام أو معسكر الأشغال الشاقة: «وراء النوافذ تقف أشجار كبيرة قاتمة اللون. أسمع بفرح الهمسات السرية للأوراق، وكأنني أسمعها لأول مرة، وأشعر كأنها تلامسني.»
Bilinmeyen sayfa