Scenes from the Lives of the Companions
صور من حياة الصحابة
Yayıncı
دار الأدب الاسلامي
Baskı Numarası
الأولى
Türler
عمرو بن الجموح
((شَيْخٌ عَزَمَ عَلَى أَنْ يَطَأَ بِعَرَجَتِهِ الجَنَّةَ))
عَمْرُو بْنُ الجَمُوحِ زَعِيمٌ مِنْ زُعَمَاءِ ((يَثْرِبَ))(١) فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَسَيِّدُ بَنِي ((سَلَمَةَ)) المُسَوَّدُ، وَوَاحِدٌ مِنْ أَجْوَادِ المَدِينَةِ وَذَوِي الْمُرُوءَاتِ فِيهَا ...
وَقَدْ كَانَ مِنْ شَأْنِ الأَشْرَافِ فِي الجَاهِلِيَّةِ أَنْ يَتَّخِذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ صَنَماً لِنَفْسِهِ فِي بَيْتِهِ؛ لِيَتَبَرَّكَ بِهِ عِنْدَ الغَدُوِّ وَالرَّوَاحِ ... وَلِيَذْبَحَ لَهُ فِي المَوَاسِمِ ... وَلِيَلْجَأَ إِلَيْهِ فِي المُلمَّاتِ !!!.
وَكَانَ صَنَمُ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ يُدْعَى ((مَنَاةً))، وَقَدْ اتَّخَذَهُ مِنْ نَفِيسِ الخَشَبِ ... وَكَانَ شَدِيدَ الإِسْرَافِ فِي رِعَايَتِهِ، وَالعِنَايَةِ بِهِ وَتَضْمِيخِهِ(٢) بِنَفَائِسِ الطِّيبِ.
***
كَانَ عَمْرُو بْنُ الجَمُوحِ قَدْ جَاوَزَ السِّتِّينَ مِنْ عُمْرِهِ حِينَ بَدَأَتْ أَشِعَّةُ الإِيمَانِ تَغْمُرُ بُيُوتَ ((يَثْرِبَ)) بَيْتاً فَبَيْتاً عَلَى يَدِ المُبَشِّرِ الأَوَّلِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ، فَآمَنَ عَلَى يَدَيْهِ أَوْلَادُهُ الثَّلاثَةُ: مُعَوَّذٌ، وَمُعَاذٌ، وَخَلَّادٌ، وَتِرْبٌ(٣) لَهُمْ يُدْعَى مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ(٤) ...
وَآمَنَتْ مَعَ أَبْنَائِهِ الثَّلَاثَةِ أُمُّهُمْ مُنْذُ، وَهُوَ لَا يَعْرِفُ مِنْ أَمْرِ إِيمَانِهِمْ شَيْئًا.
***
(١) يثرب: المدينة المنورة ..
(٢) ضمخ الشيء بالطيب: دهنه به.
(٣) ترب الرجل: لدته وأصحابه، ولدة الرجل: من ولد معه في زمن واحد.
(٤) معاذ بن جبل: انظر ص ٥١٢.
76